أين أنت

فؤاد البوسعيدي

أين أنا..
فأنت تسكن بعيداً عنّي
وتنظر إليّ كخيال مفقود..

حسبتك تمشي معي
ومعاً في الطريق المقصود..

ولكن هنا لا زلت أنتظر قربك
فشوقي إليك لحنٌ وعزف عُودِ..

أين أنت..
وصدى صوتك همسات
تُطِنُّ كنغمِ كروانٍ مردود..

فأسمع نداؤك في أذني
كترتيل دعاء وآذانٍ محمود..

وأسأل عنك خيالك في سرّي
فرجائي أرفعه لربّي وهو المعبود..

أين أنا..
بتُّ أراك هناك تُبصِرني بعيداً،
وطريقي إليك نفق مسدود..

هل لك أن تأخذ من قلبي وصلاً
كان حبلاً وشريان عشقٍ ممدود..

أين أنت..
وأنا هنا أعتصر بُـعدك وحيداً
وعنك بعيداً بلا أركانٍ  وحدود..

فتتبعك نظراتي مشدوهة
وقلبي إليك بشعره مشدود..

أين أنا..
وقد قطعت عني سبيلاً
وربيعاً يأتيني بلا موعد وعهود..

فمدّ يداك إلى قربي
فوصلك في قلبي منزلاً موجود..

ولا تقف عني بعيداً
كلهيب نارٍ  وجحيمٍ موقود..

أين أنت..
فأنا مشتاق أنظر بود إليك
كحنان أم لرضيعها المولود..

فلا تكن لي أكسجينَ حبّ..
محبوس عني أزماناً وأيامَ خلودِ..

فأسمعني صدى صوتك يُفرحني
إن ناد إسمي سمعت غزلاً منشود..