مقالات صحفية

صرخة فراق في زمن الكرونا القاتلة

 

بقلم ✍️ ‏: ‏راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
———————————

في ألم يعتصر قلوب محبيها رحلت في هدوء بعد صراع مع المرض المخيف
كانت وردة يانعة في مدارك الحياة سقيت من بساتين الخير بجمائل المعروف السامية فعاشت في كنف وطنٍ طيب أمن بسلام الأمنين .
شبت على وتر الصلاح فتزوجت وأنجبت وكونت أسرة جميلة بأمال كبيرة نحو بنائها البناء القويم .
بالأمس القريب رحلت إلى بارئها لم تدرك أن هناك وباءً خفياً سيأتي إلى وطن السلام والأمان وسيتسلل بين عباد الله الآمنين في مخادعهم بطريقة العدوى السريعة فشرره خطير جداً .
كانت تتسوق هي وزوجها من أحد المحلات في يوم من الأيام والخبيث مترصد بين أكياس البضائع لا يُرى أو يُلمس أو يُشم انتقل إليها وعائلتها البسيطة بسرعة وبدون إدراك من الجميع وبدأت معاناة العدوى ولأن جسمها ضعيف المقاومة بين الجميع هاجمها وبقوته التي تستشري في الجسد حيث تمكن منها بقدرة ربها وكانت رحمها الله ذاكرةً لله في ألمها صابرةً محتسبة قانعة بحسن خاتمة المؤمن وفضل الله عليه .
هكذا بدت في سريرها الابيض بالمشفى وأجهزة التنفس تحيط بها وأمها الثكلى المتعبة تبكيها وتبكي صغارها فهذا المرض الخبيث سريع العدوى فلم تستطع الاقتراب من فلذة كبدها ولا رؤيتها ولا وداعها في رحلتها الأخيرة إلى قبرها كما لم يستطع زوجها ولا أولادها وأسرتها من رؤيتها فكان المرض فيصلاً للبعد بينهما .
هذا هو الألم الفضيع الذي تركه فيروس غريب حل على البشرية جمعاء ففتك بها وأوجع بضرباته القاسية الأمم .
فصارت تتنهد من شدة الألم الذي جعل الجميع يلزم مكانه ووطنه وبيته .
هي حكاية من مضارب كرونا اللعين التي يجب على كلٍّ منا أن يأخذ عبرتها ويحذر أشد الحذر من الخروج من منزله إلا للضرورة القصوى وباتخاذ التدابير الوقائية جميعها دون استهتار أو استخفاف فأرواح البشر فوق كل شيء
فبالصبر ستزول الغمة بإذن الله وسنعاود حياتنا الطبيعية كما كنا .
الدولة بذلت الغالي والنفيس من أجل الحد من تداعيات هذه الجائحة عبر الإجراءات والتدابير والقرارات اليومية التي قامت بها وراهنت علي وعي المواطن والمقيم لإحتواء المرض وتطويقه لانه لا وجود لعلاج فاعل ١٠٠٪؜ له حتى اليوم إلا بالمضادات المتوفرة فصار لزاماً علينا جميعاً مسئولية الحد من انتشاره بالتباعد المجتمعي والحذر من انتقال العدوى بأي طريقة سواء المخالطة أو النقل عن طريق شراء حاجيات المنزل أو الأوراق خاصةً المبالغ النقدية .
أو شتى صنوف التعاملات اليومية .
أنني ومن خلال منبر صحيفة النباء الإلكترونية أدعوكم اليوم جميعاً للمباعدة المجتمعية بكل تفاصيلها وبدون مجاملات أو خجل .
وأدعوكم في حالة الخروج للضرورة القصوى اتخاذ التدابير التي تحميكم وأسركم من شره وأمره .
فما نراه اليوم من استهتار البعض يقلقنا جميعاً في الخوف من كرة المتربص ببني البشر فغداً يفرح عباد الله بزواله ولكن نحتاج الى عقول واعيةً بمخاطره وتدابير أمنه لإحتوائه .
قال تعالى :
(فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
حفظكم الله وسلمكم وشفى مرضانا ومرضى المسلمين ورحم موتانا وموتى المسلمين والبس أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثوب الصحة والعافية .
ونتمنى ألا نسمع صرخة فراق أخرى في زمن الكرونا وأن يرحم الله ضعفنا في هذه الأيام المباركة ويجيب سؤلنا إنه على كل شيءٍ قدير .
# سناو
السبت ٨-٩-١٤٤١ للهجرة
الموافق : ٢-٥-٢٠٢٠ للميلاد

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights