2024
Adsense
قصص وروايات

زنزانة ( I-06 )

أحمد القلهاتي

لم أكن أتوقع أن أخوض هذه التجربة ، التي علمتني ما معنى الحرية ، ومعنى حياة في الحياة ، والكثير من الأشياء التي لم أكن مدركاً وجودها ، في ليلة دخولي الزنزانة ومن الوهلة الأولى أدركت الجحيم الذي في انتظاري ، غُلق الباب وتُركت وحيداً.
كانت الإضاءة ضعيفة بالكاد أرى يدي ، بدأت أتفقد المكان ذا الرائحة الكريهة ، مكان ضيق جداً ، وتوجد نافذة صغيرة يصعب الوصول لها، وشعرت أن جسمي بدأ يتجمد من شدة البرد ، وقفت حائراً لا أعلم ماذا أفعل ، وعندما أتى وقت النوم تم إطفاء الإضاءة ، وهذا ما زادني ارتباكاً وتوتراً ، أسمع دقات قلبي السريعة ، وأشعر بأنفاسي العميقة ، كانت الليلة الأولى طويلة تمنيت أن تنتهي ، لم أستطع النوم وانخرطت في البكاء والصراخ ، كنت في انتظار شروق الشمس وتبعث شعاع الأمل عبر تلك النافذة ، وبعد ساعات من الانتظار أدركت أن الزنزانة لا يوجد بها نافذة وكانت مجرد وهم ، أحسست بالهزيمة والانكسار وفقد الأمل من أن تكون لدي حياة خارج الزنزانة ، هنا خضعت للواقع المرير وأخذت أحد الزوايا ملجأ لي .
جلست حائراً تملؤني الكثير من الأسئلة التي أبحث لها عن إجابات…

– هل أستحق ما حدث لي؟؟
– كم سنة سأمكث هنا؟؟
– ما هي الخطة للهروب؟؟
– من يستطيع إخراجي؟؟

بعد مرور السنين من ليلة دخولي الزنزانة ، لم يتغير شيءّ الأحداث تتكرر ، ولم أحاول الهرب ولم يأتي أحد لإخراجي ، رضيت بما حدث لي…

هذا حال بعض الناس ، عندما تواجهه أصغر مشكلة يحاول الهرب معتقداً أن الابتعاد هو الحل، ويدع الخوف يسيطر عليه ، ويصنع من حياته زنزانة ، غير مدرك خطورة الأمر.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights