2024
Adsense
مقالات صحفية

الريال يتحول إلى درهم

حمدان بن سعيد العلوي

في الثالث والعشرين من كل شهر، موعدٌ ينتظره الجميع بشغف، حيث يستلم جميع موظفي المؤسسات الحكومية رواتبهم الشهرية، ومن الطبيعي أن تكون هناك التزامات مالية، وشراء الساعة الاستهلاكية وغيرها، ما لفت انتباهي هذه المرة عند البحث في محلات الصرافة للحصول على العملة الإماراتية هو نفاذها من محل الصرافة، وحديثي مع الموظف حيث قال: إن الدرهم نفذ منذ الصباح ويتساءل عن الأسباب.

هل يُعقل أن تُصرف الريالات بهذا الشكل وبهذه الكمية من محلات الصرافة في ساعات قليلة؟

وهذا مؤشر يدلّ على حجم القوة الشرائية العمانية من الإمارات الشقيقة، إذن الإمارات سوق خصب يستقطب العمانيين، هل لأن أسواقنا فارغة أم هناك أسباباً أخرى؟

ناهيك عن الازدحام الشديد على المنافذ الحدودية، من الطبيعي جداً أن تجد الازدحام، فعلاقات الشعبين متجذرة، وصِلات القربى كبيرة جداً، ولكن ما يدعو للاستغراب هو حجم تحويل العملة.

وهنا أتساءل وأبحث عن مختصّ لتحليل ذلك، هل يؤثر ذلك في الاقتصاد المحلّي؟

ليس لديّ الكثير من الكلام لأقوله، ولكن إذا ما تجوّلنا في الأسواق الإماراتية سنجد نسبة كبيرة جداً من مرتاديها هم من سلطنة عمان.

وإذا ما قرأنا الإحصائيات سنجد بالفعل أن القوة الشرائية العمانية هي الأقوى بلا منافس، فالوجهة الأولى للعمانيين هي دولة الإمارات.

تكتظّ الأماكن السياحية والأسواق الإماراتية بالشعب العماني نهاية كل أسبوع، ولكن في هذا التاريخ بالتحديد تكون أكثر ازدحاما.

والغريب في الأمر أن أسواقنا غنية بالمواد الاستهلاكية، ولكن الأغلب يفضل التسوق في الإمارات لأسباب عدة من وجهة نظري.

المواطن يبحث عن الترفيه بجانب التسوق، والبعض يقول إن الأسعار أفضل من السوق المحلي فهل ذلك صحيح؟

لا أعلم إن كان ذلك هو السبب الرئيسي، ولكن هل لدينا وسائل جذب للمستهلك كما هو لدى الجيران؟

الإمارات جميلة بكل تفاصيلها، ووجهة محببة لدينا جميعاً، ومن يتّجه نحوها فهو في بلده الثاني ولا غرابة في ذلك، فالمشاريع الضخمة ووسائل الترويج والتسويق ناجحة، والدليل هو ما نراه بأعيننا.

لستُ ضدّ ذلك، ولكن ما لفَت انتباهي فعلاً هو قوة الصرف وتحويل العملة العمانية إلى إماراتية.

في السابق طُرح في مجلس التعاون الخليجي توحيد العملة، فما تأثير ذلك في عملتنا المحلية وهل سيكون لمصلحتنا؟

لست محللاً اقتصادياُ، ولا أفقه في العملات وسوق المال كثيراً، ولكن لو كانت العملة الخليجية موحّدة لما احتجنا إلى تغيير العملة.

خصوصاً وأن العملات الخليجية متداولة ويمكننا الشراء بعملاتنا المحلية من كافة الأسواق الخليجية، إذن لماذا نحتاج إلى كل ذلك الصرف وتغيير العملة في كل زيارة؟

هنا أترك الإجابة للمختصين، وأكتفي بطرح الاستفسار، لعلّي أجد الإجابة الشافية، وهذه رسالة للمعنيين والقائمين على السياحة والاقتصاد وجذب الاستثمار والترويج لسلطنة عمان سياحياً واقتصادياً.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights