2024
Adsense
قصص وروايات

الصدمة القاتلة (من كتاب : أتيتُ من المستحيل)

محمد الشهيمي

– الجزء الأول

بعد يوم مليء بالمعلومات الكثيرة والعمل المعتاد..
عدت إلى غرفتي أخيرًا.. استلقيت على السرير، وأنا أفكر في بعض الأمور التي حدثت لي في هذا اليوم..
إلى أن استسلمت لنوم عميق..
نهضت قبل منتصف الليل بساعة تقريبًا ..

أرتب مكتب غرفتي الصغيرة وعالمي الجميل، حيث أجد نفسي بين رائحة الكتب التي لا تفارقني ..
والآن سوف أفتح مواقع التواصل الاجتماعي للرد على بعض الرسائل المهمة..
بالمناسبة لا أملك سوى واتس آب، وإنستغرام فقط..
عشرات الرسائل في الانستغرام، والتي لم أقرأها منذ أكثر من 10 ساعات..
ودائمًا الرسائل التي تأتيني عبارة عن أحد المتابعين أو الزائرين لصفحتي.. يطلبون المساعدة بتغيير شخصيتهم، أو نصيحة لتحسين القدرة على تعاملهم مع الناس، والمشاكل الاجتماعية.. ومن هذه المواضيع التي تختص بتطوير الذات….
ولكن شدتني تلك الرسالة والتي كتب فيها ” دكتور .. أود مقابلتك لأمر طارئ جدًا.. وهذا رقم هاتفي ……. أتمنى التواصل معي في أقرب وقتٍ ممكن”.
نظرت إلى الاسم المستخدم في ذلك الحساب، فهو اسم عادي كُتِبَ عليه محمد الـ ….، وصورة الملف أسود..
وكعادتي تصفحت ذلك الحساب لعلي أجد شيئًا يرشدني إلى صاحب الحساب أو كأقل تقدير، أعلم ما يريد قبل مقابلته..
لا شيء مثير للاهتمام، صور عادية جدًا.. كعبارات وخواطر وصور لأطفال..
ومن المعلوم بأنني لا أستخدم رقم هاتفي، أو الواتس آب للتواصل مع أي أحد يأتي ليستفسر أو يريد المساعدة في شيءٍ ما..
نظرت إلى الساعة التي أرسل فيها هذا الحساب الرسالة فوجدتها الساعة السادسة قبل المغرب.. وفي هاتفي الساعة الآن تشير إلى الـ 12 وبضع دقائق بعد منتصف الليل.. فتساءلت في نفسي هل أرد على رسالته الآن؟! أم أنتظر ليوم غد؟!
ولكن إن انتظرت للغد لعلي أنسى الرد عليه، ومن الواضح أنه بحاجة إلى مساعدة أحد.. ولكن لا أعلم إن كنت أنا المقصود أم لا..
كتبت له فالرد” صباح الخير.. أعتذر عن الرد متأخرًا.. أنا لست دكتورًا.. وإنما باحث فقط، وإن كان بإمكاني مساعدتك، سوف أساعدك بكل تأكيد”..

((معلومة: يوجد اختلاف جوهري بين مهنة الطبيب النفساني وعلم النفس, من جهة التصور العام للمريض، فالطبيب النفسي يرى المريض كيانًا فسيولوجيا كيميائيًا يحتاج إلى دواء ، والطب النفسي يُدرس في كليات الطب. أما أخصائي علم النفس: يرى المريض على أنه كائنًا اجتماعيًا يعيش وسط مجموعة من العلاقات الانفعالية مع الآخرين، ويعالجه نفسيًا))

بالطبع هذا الرد هو ما يلاحظه جميع متابعي صفحتي على الانستغرام..
أرسلت الرد.. لم تمضي ثواني قليلة إلا وأتاني إشعار بوجود رسالة جديدة..
فحدثت نفسي.. يا إلهي أنه ينتظرني.. من هذا الرجل؟! وما مشكلته؟!
فكان فالرد ” أستاذي العزيز، أود مقابلتك بأسرع وقت ممكن، لدي مشكلة وأريد حل لها.. فأنا لا أثق بالناس كثيرًا ولا أثق في الهاتف.. أتمنى أن تقابلني غدًا في مطعم…. فهو الأقرب لي”
فعاودت الرد سريعًا.. “سوف نلتقي غدًا إن شاء الله، الساعة الثامنة مساء”
لا أعلم لماذا توترت، ربما لأنني لا أعرف من هذا الرجل.. فهو بالطبع يعرفني، ولكني لا أعلم من هو..

(( معلومة: التوتر هو استجابة الجسم لأي شيء يتطلب الانتباه أو العمل، ويحدث التوتر عندما ينتابنا شعور بالإحباط أو الغضب أو القلق، بسبب ضغوط خارجية أو مشاعر داخلية سلبية تصيبنا بالإرهاق، وتفقدنا القدرة على التعامل مع الضغط النفسي أو العاطفي؛ مما يدفع الأمي دالا لإرسال إشارة عاجلة إلى الغدة النخامية بوجود سبب للشعور بالضيق، فتسارع بدورها لإطلاق هرمونات التوتر (الأدرينالين والكورتيزول)، “لرفع استعداد الجسم للمقاومة، من خلال زيادة ضربات القلب والتنفس وضغط الدم)).
ومن طريقة رسالته من الواضح بأنه في حاجة ماسة للمساعدة، لذلك وافقت على مقابلته بدون تردد..
أكملت التصفح في هاتفي في تطبيق الواتس آب، لا شيء يُذكر.. فتحت المهام لأسجل ملاحظة “مهم للغاية الساعة الثامنة مساءً” ..
ذهبت إلى النوم مجددًا، في غير عادتي.. لم أقرأ كتاب اليوم، وعقلي منشغل بقصة هذا الرجل قبل أن أراه..
اليوم الجميل وأنا أنتظر بفارغ الصبر للقاء ذلك الرجل..
الساعة السابعة والخمسون دقيقة، وصلت إلى المطعم.. المفاجأة بأن رجل وقف وأتى إلي…
مرحبًا أستاذ.. أنا الرجل الذي تواصل معك بالأمس..
الرجل كان في انتظاري قبل الساعة الثامنة كذلك، وكأنه كان أكثر لهفةً مني بهذا الموعد..
لم يكن كبيرًا في العمر، ربما في منتصف العشرينات أو قُبيل العقد الثالث..
كان مبتسمًا مرتبًا.. جميل الملامح، نعم لم تظهر عليه أي علامات الخوف والقلق أو الاضطراب.. كان بكامل قواه العقلية..
كان محترمًا جدًا.. في تحيته لي، في تضييفه لي..
أخبرني بأنه لا يثق في أي أحد وحتى أنا.. ولأنني رجلٌ غريب عن هذه المنطقة فهو يعلم بأنني لا أعرف عنه شيء ولا أعلم عن هذه المنطقة..
الجدير بالذكر بأنه طلب مني بأن نبقى بعيدًا قليلاً عن جميع الزبائن الموجودين في المطعم، وذلك لكي لا يسمع أحدًا حديثنا..
طلبت منه بأن نذهب في سيارته لكي نكون بعيدًا عن الناس.. وكذلك ليكون هو على ثقة مني.. لأنه كما أخبرني لا يثق بأحد..
ولكن الإجابة التي لم أتوقعها.. قال لي بأنه يكره السيارات ولا يحبها أبدًا..
كل هذا هو مقدمة بسيطة للصدمة القادمة..
الآن سوف أخبركم ما قصة ذلك الرجل الغريب.. وعلى لسانه..
تابعوا لتعرفوا تفاصيل القصة في الجزء الثاني..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights