وهل مثلي يُترك؟
عالية بنت محمد المخلدية
فِـي لـيلـةٍ دامـسـةٍ؛ خَـرجتُ للـبحـثِ عَـن دمـيـتـي المـفـقـودةِ، دُمـيتـي المـجـروحـةِ، التي تـحمـلُ فِـي طـيَّاتـها ذكـرياتي المـدفـونةِ، كانت تلك اللـيلـةُ طـويلـةً للغاية، وملـيئـةً بالأحداث الغريبة، تراوحت بين ريـاحٍ تـبتلعها بـشراسـةٍ بالغة، وهـدوءٍ يتسربُ لجـوفِهـا بـمـرونـةٍ عجيبة، واصـلتُ المـسـيـر وداخــلــي يتساءل: إلى أيـن؟ وما هي إلا بـضـع دقـائـق؛ حتى وجدتُ نفسي وسط طـريـق مـظلـم، والأمـل يـعلـو محـياي، حيث وجـدت دمـيتـي الـمفقودة ملقاة عـلـى أرض قـاحـلـة مليـئة بالأشـواك، لم أتمالك نـفـسـي فارتميتُ علـى الأرض ألتقط دمـيتـي بحزن شديد وأتساءل: مـاذا حـل بـك؟ اتكأت علـى تـلـةٍ وبـدأت أتـحـدث مـع نـجمـة معلقة في السماء: نـجمـتـي السـاطعـة أتـدريـن ماذا حـدث لدمـيتـي؟ هـل كانـت خائـفـة مـن الـعتمـة؟ هـل شـعرهـا الأشـقـر تـطايـر مـثلي؟ هـل شـعرت بالـحُـزن الشـديـد؟ هـل رجـفت يداهـا مِـن البـرد مثلما حصل معـي؟ أرجوك أجيبيني.
تـناظرنـي النجـمـة بصمت، فأنظر إلى دمـيتـي بـحزن فـاق تَحمـلي، لقد كُسِرتُ وخُـذِلتُ، وبُتِرتْ يـداي، لقد وقعت في هـاويـة عمـيـقـة، تـبـعــثـرتُ فعلاً، ولــكـنــنـي لازلتُ قـويــة!
النـجمـة تـواسـي روحِـي المكسـورة، بنـور تسـلل إلى جـوفـي المـخـذول والمحطَّم!
وهل مـثلـي يُـتـرك؟