الثلاثاء: 7 مايو 2024م - العدد رقم 2131
مقالات صحفية

في ليلة الجمعة ،، توقف الحجيج

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية

‏يا كعبة الله لم نهجرك من ملل !!
‏لكنه قدر.. نرضى به قدرا

‏صبراً قليلاً ويأتي بعده فرج
‏والكل يهتف : لبيك معتمرا

‏غداً تطوف بك الأجساد من ولهٍ
‏تقبل الركن والأستار والحجرا

وأنا أتابع عن كثب الإجراءات والتدابير الاحترازية التي طبقتها المملكة العربية السعودية للوقاية من انتشار مرض كورونا وانتشاره بين المعتمرين القادمين إلى بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف هالني منظر الحرم والكعبة المشرفة وهي خالية من حجيج بيت الله فالعبادات تتوقف إذا كانت الأنفس في خطورة ومهلكة.
قال تعالى ؛ ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾.
صدق الله العظيم.
اليوم نشهد تطورا كبيرا للمرض في مختلف دول العالم وإجراءات احترازية واسعة للوقاية والحد من انتشار هذا الفيروس الذي سبب هلعا وذعرا في العالم بأسره.
وللأمانة باتخاذ هذه التدابير ستتراجع بإذن الله وتيرة هذا المرض وسيتلاشى كما تلاشت الكثير من الأمراض السابقة بحماية الله وتدبيره في كونه ورحمته لعباده وكذلك بالعلم الذي تجلى للإنسان من خالقه والفكر الذي وهبه إياه جل وعلا.
اليوم تقف كعبة المسلمين شامخةً بلا وفود ولا حجيج لأول مرة منذ سنين طوال وهي تحتضن القاصي والداني منذ نداء أبينا إبراهيم عليه السلام للناس قال تعالى (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) .
ومع هذا المشهد المهيب الذي تدمع له أعين المسلمين يتوقف الطواف والعبادات ببيت الله الحرام وقد توشح المسجد بهدوء لم يعتاد عليه وبذكرى لم تتوقف من قبل ولكنها إرادة الله في خلقه ومع هذا المرض المتفشي في عدد من الدول نستذكر اليوم آيات الله في خلقه لنعود إليه خاشعين صاغرين تائبين أوابين لرحمته وفضله ونعمائه التي أنعم بها لعباده مستذكرين أن المرض مرسل من عند الله وأنه تذكير للمسلم بالعودة إليه وترك المعاصي والانصياع للخير والطاعة للفوز برضاء الله وجنته .
اليوم ومع غلق المسجد الحرام أبوابه وفي ليلة الجمعة ويوم الجمعة تهفو القلوب أكثر وأكثر إلى تلك الرحاب الطاهرة لنرفع أكف الضراعة والدعاء لله العلي القدير أن يرفع الله هذا البلاء عن المسلمين أجمعين في بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأن يغفر لموتانا وموتى المسلمين ويعفو عنا في مضى من أعمالنا ويتقبل منا صالحها ويتوب علينا إنه على كل شيء قدير نعم المولى ونعم النصير.
وأيامكم مباركة بإذن الله تعالى.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights