الخواطر
نظرة العيون
غنية السعدية
تشيب لحظاتنا مع مرور الأيام، إلا العينين فسحرها لا يشيب. نظرت العيون لغةٌ أخرى ففي نظرتها ألف قصة وقصة. نقلب صفحاتها لنقرأ معانيها.. بنظرتها تسردُ حكاية الأمس واليوم والغد.. بالأمس جربت وكافحت لتصل لليوم وهي مطمئنة البال.. ولكن لا بد أن تعصف بها عقارب الساعة.. وتظل متشبثة بعصاها الذي استمدت طاقتها منه بعد أن عصفت بها رياح الأمس.. وأخذت تتذكر أحداث الأمس لتلك السنين الراحلة؛ لتتصفح الذكريات وباقي صورهم التي نسجت عليها خيوط أيادي الزمن القاسية.. فتضيع جميعها في مقبرة النسيان ويبقى مجرد اسم في قائمة الذاكرة.. وبعدها تحلم بحلم يأخذها لعالم تعيشُ فيهِ لحظات جميلة تحلق بين الغيوم وتغوص في أعماق المحيطات.. وتكتشف عالم آخر وترسم مستقبلها على ورق أخضر من شجرة الأيام؛ لتصنع جسراً نحو تحقيق الأحلام بنظرتها…