سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

مواكب النور

هلال السليماني

عندما تشرق الحقيقة في صدر أحدنا؛ تنكشف له أسرار الكون، ويعلم حقيقة الأشياء، وتنير الدروب أمامه، حتى في ليل العتمة يجد الطريق واضحا أمامه. إنها كرامة الله للإنسان، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}- [الإسراء، من آية:70]. واختص برحمته من شاء لتشرق بأنوارها في قلوب طلاب جامعات أمريكا، وفي أقصى العالم في أستراليا.

إنها وقفة تأمل فيما يحدث؛ لندرك أن لهذا الكون مدبر يديره ويدبره.
ينبعث الحق ساطعا في وجه الأرض، فلا حاجة له بالعناصر والجغرافيا ولا للقرب أو البعد. نور الله ساطع وحقيقته ماثلة تعبر الحدود وتخترق الحواجز مهما فعل وخطط ودبر دعاة الشر ضد الإنسانية والإنسان، ففي جبال أفغانستان أشرقت فطهرت الأرض والإنسان، وستشرق في بقاع أخرى كما أشرقت من قبل في مكة والمدينة، وفي صدر أبي بكر وعمر، وفي صدور سلمان وصهيب، وفي مقولة ربعي بن عامر. لقد تجدد انطلاق شعاعها في غزة، انطلقت من معاناة الأطفال وفي دموع الثكالى ومن ليل المتعبين، في ركام غزة تنطلق مع تكبيرات المجاهدين في القسام والجهاد ومن من على نهجهم. قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)}-[الأحزاب]. هؤلاء وغيرهم من الصابرين منذ فجر الإسلام ومن الباحثين عن الحقيقة من المتأخرين عند ” روجيه جارودي” و “مراد هوفمان” وآخرون على مر التاريخ. صيحات الحق لا تقهر مهما فعل المرجفون وأعوانهم ليتردد صداها في كل لحظة وفي أي بقعة. إنها فيوضاته وحكمته حين ينتشل عباده من ركام الحياة وغثائها إلى ما ينفع الناس؛ فيا لرحمته التي تنبعث من رحم المعاناة.

فما بقي إلا أن نلتحق بركب السائرين في دروب الحقيقة قبِل أن يفوتنا قطارها؛ فقد تهيأ العارفون وسبقونا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights