ما دام في المؤقت

د. حميد أبو شفيق الكناني

قبل يوم قبل أيام
قبل عام قبل أعوام
دائماً وأبدا
كان موعدنا غدا
ما دام في المؤقت!
وهكذا أنا
في انتظار عودة “غودو”
أحب الأشياء ولا ألمسها
أحلى التهاني بأغلى الأماني
أعاليل بأضاليل وسألتموني التطويل
دفاع ذي الدين المطول.
على أمل الملتقى
ولا يسكن الشوق ساعة اللقاء
لأن الحب عندي بقاء
وليس لقاء
ولا هوادة
صراخ طفل لحظة الولادة
أو موكب حزن يوم الشهادة
وعلى أمل الجزاء
مثل الجنة التي وعد المتقون
جزاؤهم الحسنى وزيادة
وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى
رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ
خيبة “المتنبي” على أبواب “كافور الأخشيدي”!
وأحلام وأوهام دون “كيشوت” فارس الظل الحزين.
وهو يصارع ويقارع طواحين الهواء!
ثم انتهت الحرب.
فمن سيخبر الشهداء أن الطرفين تصالحا
وتناحكا
وأنجبا البنات والأبناء!
والنبوءة القبانية:
على لسان قارئة الفنجان
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
إن هذا القلب واقع
في القصة التي أعدمها الواقع
فأعان الله قلباً تمنى ما ليس مكتوباً له!