2024
Adsense
مقالات صحفية

الأكثر انتشارًا

أحمد بن موسى بن محمد البلوشي

الأرض هي المكان الوحيد والجميل الذي نستطيع أن نعيش عليه، ولا يمكننا الاستغناء عنها كوننا ننتمي لها، وللبشرية التي تعيش عليها، وهذه الأرض مليئة بالمجتمعات البشرية المتنوعة، وفي كل مجتمع من هذه المجتمعات البشرية يسكن أنواع مختلفة من البشر بمستويات تفكير وذكاء متفاوتة، وإذا وجهتَ سؤالًا إلى من حولك عن كونهم أذكياء أم لا، بالطبع ستكون إجاباتهم نعم نحن أذكياء؛ لأن الجميع يرى نفسه ذكيًا، وذو تفكير فريد من نوعه، ولكن وللأسف الواقع مختلف تمامًا، فالقدرات العقلية، والذكاء، وطريقة التفكير مختلفة من شخص لآخر، فبعض منا أذكياء، والآخر متوسطو الذكاء، وبعض منا أغبياء، ولكن نسبة الغباء نراها تزداد من فترة لأخرى، أو يمكننا القول بأنها أصبحت أكثر انتشارًا، ولهذا فإن الناس على وجه هذه المستديرة يواجهون خطر عظيم، وهو خطر صفة الغباء، وأقصد هنا غباء الإنسان المرتبط بتصرفاته وسلوكياته، وهو شيء لا نستطيع الهروب منه كون هؤلاء الأفراد يعيشون بيننا.

يتصور بعضنا أن الغباء حالة عقلية، وهذا التصور قد يكون صحيحًا بنسبة قليلة جدًا، لأن الكثير من التصرفات التي تصدر مِمَّن يمتلكون صفة الغباء يكون لديهم عقل سليم وصحيح، وقد تبدو لبعضنا أنها صفة عادية جدًا، على الرغم من أن الغباء يودي بصاحبه وبالآخرين للكثير من الضرر. فالشخص الغبي تكون لديه سلوكيات وعادات غير عقلانية، وأحيانا تكون كارثية، ومن أهم ما يميزه عن الآخرين وفقًا للخبراء: عدم الإدراك والفهم، والعناد والعجرفة، والإزعاج، وعدم العقلانية في الكثير من المواقف الحياتية، وجلد الذات، والانتقادات الهدامة غير المبررة وغير المقنعة، والاعتقاد بأنهم الأفضل، والانتقاص من مقدرات الوطن، ولوم الآخرين على أخطائهم، والغضب والتصرف بعدائية، وتجاهل مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ويعتقد دائما أنه على صواب، ويقول ألبرت أينشتاين: ” شيئان فقط لا متناهيان: الكون وغباء الإنسان، وبالنسبة للكون فأنا ما زلت غير متأكد تمامًا”.

الغباء ليس مرتبطًا بمستوى الشخص التعليمي والثقافي، ولا بمكانته الاجتماعية، ولا بمستوى معيشته، فلا يمكن الحكم مثلًا على الشخص غير المتعلم بأنه غبي، والشخص المتعلم والمثقف بأنه ذكي، فالتصرفات والسلوكيات التي تصدر من الأشخاص هي التي تحدد غباءهم من ذكائهم، وهناك الكثير من الأمثلة التي تدل على علامات الغباء لدى بعض الناس، ولا أحب أن أتطرق لها بالتفصيل، ولكن ما نشاهده اليوم من تصرفات بعضهم أثناء هطول الأمطار مثلًا، وعبور الأودية، وصعود المرتفعات، والمخاطرة بأرواحهم وأرواح الآخرين، وطريقة تعامل بعضهم مع الآخرين، وردود أفعالهم في مختلف المواقف، وتحليل آخرين في وسائل التواصل الاجتماعي للقضايا المختلفة، وطرح مجموعة منهم في هذه الوسائل لمواضيع لا جدوى منها، وعدم التعلم من التجارب السابقة، وعدم استخدام العقل في التفكير؛ لدليل واضح على انتشار صفة الغباء بيننا، وهي تدل على قلة وعي، وقلة فهم، وتحليل سلبي للأمور.

ويمكننا القول: إن الأشخاص الأغبياء هم الذين لا يستفيدون ولا يتعلمون من تجاربهم، ودروس الآخرين في الحياة، ويتمسكون بآرائهم وإنْ قُدم لهم النصح، ولذلك فهم يتصرفون بطريقة يراها الجميع غبية، يقول مارتن لوثر: ” لا شيء في العالم كله أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمد”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights