إعداد الطالبة : أسيل بنت عبدالله العلوية
حيث تتألق الثقافة والتقاليد بمزيد من الروعة، يتجلى الخنجر كرمز للسلطنة بهيبته وتفاصيله المبهرة. وهنا يظهر الخنجر الصوري كجوهرة نادرة، مصقولة بحرفية عالية وتفاصيل دقيقة، بينما يعكس جمالها ورمزيتها العريقة للتاريخ العظيم لولاية صور.
وفي رحلة لاستكشاف جمال الخنجر الصوري وتفاصيل صناعته، كان لنا هذا اللقاء بالصائغ عبد الله الفارسي، الذي كان ينسج قصة الخنجر بأنامله البارعة. وبينما هو يتحدث بشغف عن عمله، يتجلى تفانيه في الشرح بكل تفصيل راسماً لنا صورة حية للخنجر، وذلك بدءً من مقبض الخنجر والشائع اسمه بالرأس أو القرن سواء كان مصنوعاُ من الخشب الفاخر أو قرن الزراف الافريقي أو الهندي أو قرن الفيل أو حطب الصندل ثم يواصل الشرح إلى شفرة السكين الحادة المزدوجة (النصلة) الذي يراه الناظر يتلألأ بتصميم مزدوج وممتاز بالقوة، مثنية بزاوية 45 درجة تعكس دقة الصناعة، ومن ثم تأتي تفاصيل الزخارف الفضية، تزين كل زاوية من زوايا الخنجر بأناقة لا مثيل لها، معبرة عن فن الصائغين الرفيع وذوق الفنانين المتقن. وعندما يتوجه النظر إلى الغطاء الفضي ويسمى بالطوق الذي تثبت به النصلة ، تجد العين جمال الانسجام والتناغم بين الأشكال، ويشكل الغطاء الأخير الذي هو “الصدر” اللمسة النهائية التي تضفي الكمال على تصميم الخنجر، ثم تأتيك بعد ذلك القطاعة التي تثبت على “الشحف”، هذه القطعة الفريدة التي تشكل الجزء الأكبر من الخنجر، تحمل في طياتها بريق الجلد الناعم وتتلألأ بأناقة الهلال المنحني، مصنوعة بعناية فائقة من جلد الغنم النقي والتي من خلالها يكتمل جمال الخنجر ، وعندما يحيط الحلقة الفضية الخنجر بأناقتها تزداد روعة التفاصيل وجمال الصناعة حيث تتلألأ الحلقتين الدائريتين بسحر الفضة المزدوجة، مما يضفي على الخنجر بريقًا فريدًا يجذب الأنظار، وهناك ما يكمل جمال الخنجر بوجود الحزام، هذه القطعة الأساسية التي تحمل الخنجر بكل أناقة وثبات على الخصر، تزينه الجلود الفاخرة بأسلوب يعكس أصالة وجمال الزمان القديم.
هكذا طاف بنا الصائغ بين روعة الأساطير ورسوخ تراثنا الرائع، مؤكدًا على أهمية معرفة تفاصيل الخنجر العماني وصناعته كهوية عمانية راسخة، فالخنجر ليس مجرد قطعة فنية بل هو تجسيد للتراث العماني العريق. و لهذا ينعكس جمال الخنجر الصوري مع الزي الرجالي الصوري بأسره، فهو ليس مجرد زي، بل هو انعكاس لعمق الماضي و مستمدا بريق الحاضر بكل فخر.
