شجرة الزام (الجزء الأخير)
خلفان بن علي بن خميس الرواحي
في القيادة حركة مضطربة والأمر فيه حدث جلل، سيارات الشرطة في حركة كبيرة وهناك الضباط في ثوران كبير، فحتى الآن لم تتضح الرؤية، ولكن هناك أمر ما…!
يدخل رجل يحمل على كتفيه كما كبيرا من النجوم، وعلى صدره مثلها من الأوشحة والنياشين، الكل يقف له ويؤدي التحية العسكرية وهو يردها مع ابتسامة عريضة، رغم المكانة التي تظهر عليه ولكن التواضع يغلفه؛ فلم يكن يفرق بين الذين يسلمون عليه. يجلس في أحد المكاتب وينادي على الأفراد : ” ألم تصل النتائج من المعمل الجنائي حتى اللحظة ؟ “، فرد عليه الشرطي: ” في الطريق يا سيدي، ففريق مسرح الجريمة عاين الجثمان وتم إجراء الفحوصات المختبرية والتقرير جاهز.. لحظات ويصلون”. نظر إليه وقال له: ” مباشرة أريد أن أطلع على التقرير وأرى النتائج.. أنا هنا في الانتظار”. ينصرف الشرطي ويقول: ” أمرك سيدي”. ينهض من مكتبه ويدور في الغرفة، واضعًا يديه خلف ظهره وقد عقدهما معا، ويتكلم مع نفسه: “غريب موضوع هذه القضية.. هناك العديد من الملابسات التي تحتاج للكشف عنها.. البداية اختطاف الطفل ثم اختفاء الأب وبعدها وجدناه ميتًا في مكان مهجور. لا بد من كشف كل هذا الغموض”. ثم يدخل ضابط من فريق مسرح الجريمة ويؤدي التحية ويتقدم: ” تفضل سيدي هذا التقرير الجنائي حول القضية”.. يتناوله ويتجه إلى طاولته ويفتحه ويرفع رأسه مخاطبًا الضابط: ” التقرير يثبت وجود جريمة قتل باستخدام أداة حادة والضرب على الرأس”.
الضابط: “نعم سيدي، ومن خلال رؤية الضربة لا يقوم بها شخص واحد فالجريمة مدبرة “. يهز رأسه موافقا على كلامه ويرفع يده وكأنه يريد أن يستفسر عن أمر ما: “هناك ترابط بين حادثة اختطاف الطفل وقتل الوالد”.. يرد عليه الضابط مؤكدًا كلامه: “من المؤكد حدوث خلاف بين المقتول والأشخاص الذين نفذوا عملية الاختطاف، وفي النهاية أدت إلى قتله”. يقف ويتقدم من الضابط ويضع يده على كتفه: ” شكرًا لجهودكم في حل هذه القضية ولكن ما زلنا لم نصل إلى الفاعلين”.. يبتسم الضابط: ” لا تخف سيدي الجناة تحت أعيننا فقط ننتظر اللحظة المناسبة للإمساك بهم مجتمعين مرة واحدة”، وهو يتحرك في الغرفة باتجاه طاولة صغيرة يأخذ قنينة ماء وقبل أن يشرب: ” أنا واثق من كفاءتكم وقريبًا سوف نحل القضية هنا والضابط أمين يحل قضية الابن هناك؛ وبهذا نغلق هذا الملف”. حينها يقترب الضابط منه ويقول: “بإذن الله تعالى .. سوف أتواصل مع الضابط أمين هاتفيا وأبلغه آخر التطورات في القضية.. على فكرة سيدي نحن قمنا بإجراء فحص DNA لإثبات نسب الطفل إلى المجني عليه”.. بعد جلوسه على الكرسي وقد استراح من هم كان يحمله: “طيب.. حاول أن ترسل كل هذه المعلومات لأمين وتكون عونًا له في إكمال عمله” ثم يخرج الضابط من عنده.
حتى اللحظة الضابط أمين لم ينطق بكلمة واحدة، حتى أنه لم ينظر إليهم فقد كان مركزًا في الملف الذي أمامه، وفي تلك اللحظة يرن الهاتف ويرفع رأسه ويتناول السماعة ويقول: ” نعم.. أهلا سيدي.. تفضل”.. يصمت ليستمع الأوامر القادمة إليه من القيادة ثم يقول: ” طيب.. بإذن الله تعالى .. كل الأمور سوف تكون في الوضع الصحيح.. لا تحمل همًا.. نلتقي على خير.. مع السلامة”. يغلق الهاتف وينهض لكي يخرج ويستأذن من الشيخ هاشم: ” عذرا شيخ.. هناك أمر لا بد أن أقوم به.. لحظات وسوف أعود إليكم.. انتظروني.. هل نحضر لكم شيئا “.
الشيخ هاشم: ” شكرًا لك.. سوف ننتظر لا بأس علينا”. يخرج الضابط أمين ويغلق الباب خلفه وتزيد حيرة زكريا وآمنة وكذلك الشيخ. سأل زكريا الشيخ : ” ماذا هناك؟! نحن هنا لأكثر من ساعة وحتى اللحظة لا نعرف ما المطلوب منا”. تنظر آمنة لزوجها: ” عسى أن يكون خيرًا “.
الشيخ هاشم مثلهما لا يعرف شيئًا، فلم يعلق بالحديث واكتفى بالإشارة إليهما بأنه لا يعرف ماذا يجري، وقال لهما: ” ليس لدينا إلا الانتظار حتى عودة الضابط أمين”.
عندما أغلق الضابط أمين باب الغرفة التي بها الثلاثة اتجه مسرعًا إلى غرفة أخرى وطلب من الشرطي الذي يجلس على طاولة أمام جهاز حاسب آلي وقف خلفه: ” هناك ملف قد أرسل من القيادة.. أريده”. يفتح الشرطي المراسلات: ” نعم سيدي وقد كتب عليه سري للغاية.. سوف أسحبه لك “.
يرد عليه: ” طيب ” ثم يتحرك نحو الطابعة في الجانب الآخر من المكتب ويأخذ الملف ويمر عليه سريعًا، ويتعرف المضمون الذي يحتويه وهو يخرج من المكتب بعد أن شكر الشرطي مبتسما.. يتمتم بكلمات وهو يخرج وينادى أحد مساعديه: “هل وصلت المرأة التي تدعى ( ثريا ) والتي بلغت عن اختطاف طفلها؟”.
يتقدم منه المساعد: ” نعم سيدي وهي في غرفة الانتظار.. هل أحضرها لك؟”. وقف الضابط أمين لحظة ثم قال: ” لقد طلبت إحضار أربعة أطفال في مثل عمر الطفل الذي وجده زكريا وشراء نفس الملابس التي وجدت عليه”. المساعد: ” كل هذا تم تنفيذه سيدى، والأطفال موجودون، وتم تغير ملابسهم وننتظر توجيهاتك لنا”. يرد عليه وهو يتحرك: “حسنًا الآن تعال معي”. يدخل إلى الغرفة التي بها الشيخ هاشم وزكريا وآمنة وقد طال انتظارهم، وبدأ القلق يدخل إلى نفوسهم.. يسلم عليهم: “عذرًا لقد تأخرت عليكم قليلا”.
الشيخ هاشم: ” لا بأس عليك فنحن نعرف أشغال رجال الشرطة ونقدر ذلك”. بعد أن جلس على كرسيه: ” هذا واجبنا نحن نسهر لكي نخدم المواطن”، ثم يأمر المساعد الذي معه أن يأخذ الطفل من عند آمنة.. يتقدم إليها: “هات الطفل لو سمحتي”.. تتمسك آمنة في الطفل ويرى ذلك الضابط: ” لا تخافي لن يذهب بعيدًا.. فقط نريد تغيير ملابسه التي عليه بملابس التي كانت عليه عندما وجده زكريا”.. تناول آمنة الطفل للمساعد ويخرج وهي تراقب خروجهما وقلبها متعلق به وكأنها تحس بأنها لن تراه بعد اليوم نائما جنبها.
يضغط الضابط أمين على زر النداء الداخلي ويطلب منهم إدخال المرأة إليه. تدخل ( ثريا ) وتلقي السلام عليهم.. وتوزع نظراتها على الجميع ولكنها لا ترى الطفل فتبادر بالسؤال: ” وأين الطفل؟!”. يقف الضابط أمين: ” لا تخافي الطفل موجود في الحفظ والصون وسوف ترينه بعد قليل”.
يشير إليها بالجلوس ويجلس هو على كرسيه ويصمت قليلا.. نظرات متبادلة بين ثريا وآمنة وكل منهما في نفسها أمر مختلف عن الأخرى. آمنة ترجو أن يكون هذا الطفل ليس هو من تبحث عنه تلك المرأة الجالسة أمامها، وثريا داخلها يقول إن الطفل هذا هو طفلها وسوف تخرج اليوم معه. في ذلك الصمت يطرح الضابط أمين سؤالا على ثريا: “هل هناك دليل يثبت أن الطفل طفلك؟”. تنظر إليه وفي ثقة: ” أنا أم وبمجرد ما أرى الطفل سوف أعرف أنه ولدي أو لا.. كما أن هناك أمرا آخر… ” يتفاعل الضابط معها: ” ما هو ذلك الأمر؟” تنظر ثريا إلى آمنة: ” أن كانت هذه المرأة هي من وجدت الطفل وكان ولدي فالأكيد أنها وجدت ورقة بين ثيابه”. الضابط أيمن: “ورقة ؟؟!!”. تواصل ثريا حديثها: “نعم ورقة كتبت فيها.. هذا طفلي.. شكرًا لكم للمحافظة عليه.. كنت خائفة عليه من والده الذي ينكره.. ليكن ابنكم إذا لم أصل إليه”. هنا وقف الضابط وتقدم من آمنة وطرح عليها السؤال بشيء من الحدة: ” ألم تجدي تلك الورقة؟ “.. في تردد ترد آمنة: ” طبعا لا .. لم تكن هناك ورقة.. من قال أن هناك ورقة؟”. تفرك يديها والعرق يتصبب من جبهتها.. وينظر إليها زوجها وتبادله هي النظرات والشيخ هاشم لا يتحدث. يقف زكريا: “سيدي الضابط.. يدخل يده في جيبه ويخرج ورقة منه.. هذه الورقة”. يأخذ الضابط الورقة ويجد نفس ما قالته (ثريا) مكتوب عليها.. يتقدم زكريا من الضابط: ” رجاء لا تلحقوا الأذى بزوجتي فقد أخفت الأمر لحبها لهذا الطفل”. وضع الضابط أمين يده على كتف زكريا وقال له: ” لا تخف.. نحن نقدر ذلك ولن يحدث لها أي شيء”.
لقد اتضحت الرؤية لدى الضابط أمين الآن؛ فالورقة تثبت أن هذه المرأة هي أم الطفل.. يبقى التأكيد على ذلك من خلال عرض الأطفال على المرأة وتتعرف على طفلها من بينهم.
خرج الضابط أمين بعد أن طلب من (ثريا) مرافقته. بدأ الخوف يدب في ( آمنة )، فما هي إلا لحظات بسيطة وتعود ( ثريا ) تحمل الطفل وتضمه إلى صدرها ولن يتاح لها ذلك.. صامتة دون حديث والدموع تتلألأ في عينيها.. تحاول أن تخفيها ولا تظهر ضعفها ولكنها لا تستطيع.. ينظر إليها زوجها ويجد الحزن الذي يكتم على قلبها فيتأثر بما يرى؛ ولكن ليس بيده شيء إلا أنه رفع رأسه وتقدم إليها ومسك بيدها: “هوني عليك.. سوف يعوضنا الله خيرا فلا تيأسي”. تلك الكلمات خرجت من زكريا مع أنه متأكد من الحالة التي هو فيها مع زوجته فسنوات انتظروا ولم يرزقوا بالذرية. فجأة يدخل الضابط ( أمين ) وترافقه ( ثريا ) وهي تحمل الطفل وتنظر إلى ( آمنة ) وتتقدم منها: ” شكرًا لك على العناية بولدي خلال الأيام الماضية فلولاك لا أعرف كيف سيكون حاله”.. تتقدم (آمنة ) منها وتتناول الطفل و( ثريا ) لا تمانع من ذلك: ” لقد أحببت هذا الطفل وكأنه ابني.. تنظر إليها.. ما أرجوه منك أن تأتي به لزيارتي وتسمحي لي بزيارته بين الفترة والأخرى”. تقف ثريا وتحضن آمنة والطفل في حضنها: ” (خليل ) ابنك كما هو ابني.. ولن أبعده عنك وأنت أصبحت أختًا لي “. يدخل الضابط أمين، ويوجه الكلام للجميع: ” الحمد لله.. انتهت القضية وعاد الابن لأمه وقد أتبتت الفحوصات الطبية نسب الابن لوالده وقد صدرت له شهادة الميلاد..” ثم يسلمها لثريا.. “تفضلي “. تناولت ثريا شهادة الميلاد فرحة بها.
يخرجون من مكتب الضابط، وأثناء خروجهم تسقط ( آمنة ) أرضًا.. يركض لها ( زكريا ) وينادي الشيخ على سائق سيارته وتحمل إلى المستشفى. لم يتحمل ( زكريا ) الموقف فكان حاله أشد سوءًا من زوجته في المستشفى، وفي غرفة الطوارئ تمت عمليات المعاينة الأولية واستطاع الأطباء إيقاظ ( آمنة ) من الغيبوبة وبدأت تعود لحالتها الطبيعية وأحد الأطباء يقول: “سوف نقوم ببعض الفحوصات الطبية للتأكد على حالتك الصحية وبعدها يمكنك المغادرة”.. يتقدم زكريا من الطبيب وكأنه يهمس في أذنيه:” هل هناك أمر؟!” الطبيب: ” اطمئن حالتها طيبة والحمد لله.. فقط مجرد فحوصات عادية لزيادة الاطمئنان عليها.. لا تقلق”. يتقدم زكريا من زوجته وينظر إليها نظرة الزوج المتعلق بزوجته ويقول لها: “لا تفعلي هذا بي مرة أخرى”. ترفع يدها وتمسك بيده: ” لا تخف أنا بخير والحمد لله”.
الشيخ هاشم في الخارج ينتظر ويرى زكريا قادما إليه ويبادره بالسؤال: ” كيف هي ( آمنة )؟ “.. يتقدم من الشيخ ويطلب منه الجلوس: ” الحمد لله الأمور طيبة.. بعض الفحوصات للاطمئنان على حالتها الصحية ونذهب”.
في القرية الكل كان ينتظر عودة الشيخ هاشم ومن معه لمعرفة آخر الأخبار؛ ولكن تأخرهم زاد من الحيرة لديهم!
كان رجال الشيخ أكثر قلقًا من البقية فالكل كان يسألهم وهم لا يعرفون شيئا.. تمر الساعات والناس في انتظار كأنه ليس لهم شغل في ذلك اليوم غير زكريا وآمنة.
من بعيد أحدهم يشاهد سيارة الشيخ قادمة ويزف البشرى لهم.. أمام منزل زكريا تقف السيارة وتنزل آمنة وزوجها.. الكل ينظر هناك شيء.. أين الطفل؟ لم يترك الشيخ هاشم مجالا لتأليف القصص وقال لهم: ” الطفل الآن مع أهله.. والحمد لله رب العالمين.. والآن كل واحد منكم يذهب لبيته ولقضاء أعماله “. ثم بعد كلامه يتفرق الجميع ويدخل زكريا وآمنة لبيتهما ويذهب الشيخ لبيته؛ فقد كان اليوم طويلا وشاقا.
تمر تلك الليلة طويلة على زكريا وزوجته خاصة بعد أن تعودا على وجود الطفل معهما.. صياحه في الغرفة وضحكاته التي يتبادلها معهما.. لا حديث بين زكريا وآمنة فقد التزما السكوت حتى غلبهما النوم.. مع ظهور شمس النهار يتناول زكريا إفطاره ويهم بالخروج فتسأله زوجته: “إلى أين من الصباح؟ ” وهو يتحرك اتجاه الباب: “سوف أذهب إلى المستشفى حتى أعرف نتيجة الفحوصات”. تقف آمنة وتقترب منه وتشير إلى نفسها بيدها: ” الحمد لله أنا بخير وعافية فلا تتعب نفسك بالذهاب إلى المستشفى”.. لم يستمع لها ويخرج من البيت.. وتكمل هي أعمالها اليومية المعتادة.
تعود الحياة إلى القرية وتنطوي قصة الطفل الذي وجده زكريا وتتلاشى كل القصص التي نسجت في الأيام الماضية، وظلت شجرة الزام صامدة أمام كل المحاولات لإزالتها؛ فهناك مجموعة من أهل القرية في داخلهم يرغبون في الخلاص من تلك الشجرة التي أصبحت مقدسة عند البعض حتى أن صيتها وصل خارج القرية. مازال الأطفال يلعبون تحت ظلها ويجمعون النقود المعدنية من تحت جذعها وعندما تثمر كان الكل يأتي ليقطف من ثمارها..
عاد زكريا من المستشفى ويمر تحت الشجرة وينظر إليها دون حديث ويخرج من مجموعة الأطفال طفل يبادره بالسؤال: “عمي زكريا.. أراك تبكي.. ما بك؟”.. يضع زكريا يده على رأس الطفل: ” لا شيء ..”.. يبتسم زكريا ويرحل سريعًا إلى بيته.. ويطرق الباب.. وتأتي إليه زوجته مسرعة حتى تفتح له، ودون أي حديث يحضنها إلى صدره بقوة.. تستغرب هي من تصرفه هذا! ثم يمسك بيدها ويصحبها لداخل البيت، وما زالت آمنة مستغربة من تصرف زوجها فسألته: ” ما بك؟!.. أرى الفرحة على وجهك”.. ينظر إليها ويتقدم منها ويقبلها على جبهتها ويقول: ” لقد عوضنا الله خيرا”.. ويخرج ورقة من جيبه ويرفعها: ” أنت حامل “.. لم تصدق آمنة ذلك وهي واقفة تتحدث إليه: “أنت ماذا تقول؟ حامل !! من أنا.. بعد هذه السنين الطويلة.. أنت تمزح معي” يقف زكريا: ” هذه إرادة الله تعالى.. فالحمد لله رب العالمين.. “.. تخر آمنة ساجدة على الأرض فرحة وغير مصدقة هذا الأمر: ” الحمد لله رب العالمين”.
تدخل غرفتها وهي تبكي فرحة بهذا الخبر ويعود لها الأمل بأن يكون لها ابن.. في المستشفى كانت هناك امرأة من القرية سمعت الممرضة وهي تزف الخبر لزكريا وهي بدورها ما أن وصلت القرية إلا أخبرت الجميع.. فرحت القرية لزكريا وآمنة.. وبدأ زكريا وآمنة الاستعداد لاستقبال الضيف الجديد بعد تسعة أشهر والتي سوف تكون طويلة ولكنها ستمر..
صحت القرية في هذا اليوم على أمر جلل فقد تم قطع شجرة الزام ووجدها أهل القرية ملقاة على الأرض وقد فصلت أغصانها عن جذعها.. تجمع الجميع حولها.. وهم ينظرون إليها بعين الحزن والأسى ومن بينهم يخرج رجل ويقول: “مع كل القدرات التي ألصقت بهذه الشجرة ولكنها لم تستطع الدفاع عن نفسها.. وهذا دليل على أن الناس هم من رفعوا قدرها وإنها مجرد شجرة لا تضر ولا تنفع”.
تفرق الناس من مكان الشجرة وظل سر قطعها غامضًا.. وسوف تنسج حولها القصص في الأيام القادمة.
وهكذا كانت النهاية.