تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الجمل جملنا!

عبدالله بن حمد الغافري

الحمد لله مالك الملك والصلاة والسلام على خير من ملك وعلى آله وصحبه الكرام وعلى التابعين لهم إلى يوم الدين..

كتب أحد الإخوة مرة في تغريدة يصف فيها وافدين يلعبون على ملعب معشب، وفي مدينة عُمانية راقية محاطة بسياج، بينما ثلة من شباب الوطن يلعبون خارج السياج في رمال حارقة وقد علت الأتربة والغبار على سيقانهم وأجسامهم وكأنهم غرباء أو لاجئون عطفت عليهم تلك الفئات بتلك الرمال ليلعبوا فيها!!

وتحدث أحد أعضاء مجلس الشورى الموقرين منذ فترة ليست بالبعيدة وقال مناقشا أحد الوزراء الموقرين: “أنا أضمن لك ثمانين

ألف وظيفة يشغلها الأجانب في قطاع النفط وشركاته لو سرحت العمالة الوافدة!!”. لكننا لم نسمع تجاوبًا؛ بل يتم تسريح العُماني، أما العمالة الآسيوية الوافدة في طول صحراء عُمان وعرضها فإنها يتنافرون كالجرذان قبل أن تصلهم فرق التفتيش لعلمهم من (الحزب المتعاطف معهم) والمستحكم بخيرات عُمان ليسلمها للقطعان من ثمة فلان وفلان، وخان وكومان!!

وقد أُثِر مثلٌ عند قومنا نحن العُمانيين قولهم: “الجمل جملنا، وأركبونا على الذيل)!!؛ فهل يا ترى نحن على الجمل أم ذهب الجمل بما حمل؟!.. الله المستعان.

وإن مما شدني لكتابة هذا المقال -إضافة لما سبق- هو أنني مررت ذات مرة عند أحد المحلات التجارية الكبيرة التي يمتلكها الأجانب طبعاً، وعلى جنباته تنتشر أكشاك المشاكيك لشباب عُمانيين في ريعان الشباب، وفي عمر الفتوة، بل في عنفوان القدرة على العطاء؛ لكنهم للأسف فقط باعة لما يمكنهم شراؤه من لحوم وتقديمها للمارة إن تكرموا عليهم بالشراء!؛ بينما الوافد المحترم يستظل في ظل المحل التجاري ذي المواصفات التي تطلبها جهاتنا الرسمية في هذا المجال. فمع احترامي الشديد!، أليس من مهام هذه المحلات التجارية خدمة المجتمع؟! ولماذا لا يخصصون ركنًا لأصحاب هذه الأكشاك كخدمة للمجتمع؟!

وهكذا فالمشهد يتكرر في العديد من المؤسسات العامة والخاصة؛ كالمستشفيات الملأى بأطباء وممرضين وافدين! بينما أبناؤنا الأطباء والممرضون يقبعون في بيوتهم مع شهاداتهم الكرتونية، والعجيب حتى موظفي الاستقبال وأصحاب الحواسيب هم وافدون أيضًا، أو وافدات عاريات الرأس كاشفات الخصر! وكأن أبناءنا وبناتنا خريجي التقنية والحاسوب عاجزون عن برنامج حاسوبي لتنظيم دخول المرضى للمعاينة أو العلاج!!

فيا ناس ارحمونا وارحموا أبناءنا! فهذا لا يجوز، فشبابنا قادرون ولا يحق لشركة وساطة ولا لأيٍ كان أن يوظف وافداً ويترك ابن البلد في طي النسيان…

لقد نما إلى علمنا أن عدداً كبيراً من مؤسسات الدولة العسكرية والمدينة لا تخلو من وافدين أيضًا! وفي وظائف يستحقها العُمانيون! .. لماذا؟!

نعم، نحن لا زلنا نتذكر خطة الإحلال التربوي التي اتبعها السلطان الراحل -طيب الله ثراه- في التعليم في ثمانينيات القرن الماضي؛ فقد تم تأهيل كل صاحب قلم، كما أهلت الوزارة الموقرة خريجي الإعدادية العامة آنذاك؛ ليمسكوا بزمام التعليم مع إخواننا المعلمين العرب، وبعدها تم تأهيل خريجي الثانوية العامة ثم دبلوم الكلية المتوسطة.. وهكذا حتى بنيت الجامعة وكليات التربية.
المواطن العُماني العربي المسلم ابن البلد أحق بعُمان وبخيراتها وبوظائفها وبمهنها وبأرضها، وكان آباؤنا وأجدادنا يخدمون أنفسَهم بأنفسِهم، وكانت المهنة في أناملهم وما كانوا بحاجة إلى غيرهم أبداً وعاشوا كراما أعزاء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights