2024
Adsense
القصص والروايات

حُلمُ مُستحيل

يقين بنت ناصر السنانية

حتى في بطن الحوت كان هناك أمل، فما عُذر إحباطكِ؟
أعتقد جميعنا يعرف قصة سيدنا يونس عليه السلام والحوت، حين خرج غاضباً من نينوى في العراق بسبب قومه اللذين عذبوه، ركب مع قومٍ سفينتهم فبدأت بالتمايل، فاتفقوا على قرعة فوقعت على سيدنا يونس عليه السلام، ولكن رأى القوم فيه الصلاح، فأعادوا القرعة ثلاث مراتٍ؛ ولكن وقعت على سيدنا يونس عليه السلام، فأستسلم لأمر ربه، فأنجاه الله فالتهمه الحوت، وبعد التسبيح وطاعة الله لمدة ثلاثة أيام، أنجاه الله من جوف الحوت. هذه مقدمة بسيطة لقصتي الجديدة، وعدتكم بقصة جديدة ألا تتذكرون؟! وها أنا أوفي بوعدي الآن.
صلاح فتى في الثانية عشر من عمره، ولديه ثلاثة إخوه؛ سالم، وسعد، وسارة، وهو الأوسط بينهم. صلاح فتى طيب القلب ويحب مساعدة الجميع دون استثناء، صغيراً كان أم كبيراً، وفي يوم من الأيام تناقشوا الإخوة عن أحلامهم، فكان حلم سالم-أخاه الأكبر- بأنه يود أن يصبح معلماً، وسعد -أخاه الأصغر- يود أن يصبح مهندساً، أما أخته الوحيدة سارة تود أن تصبح طبيبة، أما صلاح فأراد أن يصبح طياراً.
ضحك الأخوة على صلاح، وقالوا له بأنه حُلمٌ مستحيل بالنسبة لشخص فاشل مثله. نعم، عيب صلاح الوحيد أنه لا يذاكر دروسه ولا يحب أن يتعب نفسه في شي؛ ولكن مع مرور السنوات تخرج سالم وألتحق بكلية الرستاق بتخصص تربية، وحان الآن دور صلاح، فكل العيون عليه؛ فسالم حقق حلمه وها هنا جاء دوره. أيقن صلاح في هذه اللحظه بأن حُلمه ليس بمستحيل مثل ما قيل له سابقاً بأفواه إخوته؛ فعزم صلاح بأن يحصل على أعلى الدراجات والتي بدورها سترفعه وتصدم الجميع. مر صلاح بالكثير من الصعوبات والعقبات، ولكنه أستطاع أن يتخطاها وأستبدلها بضحكات، فنعد مرور سنتين بالتمام، تخرج صلاح من المدرسة بدرجات أعلى من درجات أخاه سالم، ألتحق في البداية بأحد الكليات بتخصص الهندسة، ومن ثم أدرك بأنه لا زال على حلمه القديم، فأصر على الإلتحاق بمجال الطيران، والآن يعمل صلاح كطيار ضابط أول لطائرة بوينج 737 (وهي طائرة متوسطة الحجم والأكثر مبيعاً في العالم). ومن هنا أدرك صلاح بأن لا شيء مستحيل ما دام الإصرار موجود.
وفي النهاية رسالة لنفسي وللجميع؛ “إنتظر فكل شيء جميل دائماً يتأخر في القدوم”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights