شريفة بنت راشد القطيطية
أنا السيء الذي يقتات من قلوبكم الخبث واللؤم ويحولكم إلى فراشات عاشقة، وأنا السيء الذي يعبر بكم حدائق الطهر وتنهلون من أنهارها التي تمنحكم النقاء، وأنا السيء الذي نجح في كشف حماقاتكم والعبث بأوراقكم السيئة وحرقها بإسم الطيب والعطر الإلهي، أنا السيء دائما حينما أتدخل في حياتكم وأكسبها ألقا مختلفا وحياة نضرة، وأدخل في كهوفكم الرثة وأضع لها فتحات من هواء وشمس وعطاء، وأنتم الصالحون دائما تقصفون حياتي وتضعوني بين قوسين وتكسرون على رأسي أباريق الفخار، أنتم الصالحون وهربا إبتعدوا عني بلا رجوع.
أنا العالق بين عقلك وقلبك وأهوي بك منحدرات وتلال، أرغب أن تقذفني من عقلك وأتشبث أكثر في قلبك، أنا الماثل أمامك بسطوري وكلماتي اقسم لك أن كل ما جاء به قلبي من نبض وأشواق وهيام وعشق هو لك، وأن كل ما تحدث عنه الشعراء والخطباء والأدباء من غزل يقصدوني أنا بشعوري نحوك، وأن أشباهي الأربعون يحبونك معي ويتوافدون على محطاتي لنيل الرضا ونرسم لوحات معاركنا ليلا ونرسلها لك، وأنا الصانع لخفقاتك وإشتياقك لي رغم كبريائك ورغم عنادك، وأنا الراحل عنك فقد أزعجتني كفاية من تجردك مني وإحتلالك لقلبي، وأنا العالق أيضا في ذكرياتك فلا يمكنك التخلص مني.
أنا القابع في ذاتي أبعثر أشلائي لأبحث عن وجود لي، وأنا المتمرد على هيام نفسي ألتقط الوقت لأزرع بعض النبض لأعيش، أنا المبعثر ذاتيا وملامحي ثكلى تورق من بعيد ولا أستمد منها الخضار، وأنا الراشد الرائد الذي تخلى عنه الجميع وتركوه بين أمس وغد ولماذا لأنني أجمل من ذاتهم، والليل عندي يبكي كل حين وليلهم تافه لا يملك حتى البكاء، أنا الوارد ذكري في عقولهم والذاكر عقلي ورودهم السوداء ماذا أينعت ؟، أنا الفاقد حلمي وإبتساماتي وغيمتي حين تولوا قيادة قلبي وتحملوا إثم مزاحي ومزاجي، أنا الموقع أدناه أقر أن موتي حلم بالنسبة لهم وللظروف وأن الموافقة تأتي من الصمت بين قلبي وقلبك، لقد كان قلبي أليفا وقلبك حيوان مفترس.
