مقال : ألا تستحق الأُم التبجيل إلا في عيدها ؟؟
سعيد بن أحمد القلهاتي
جميلٌ أن يأتيَ يومٌ ما ويُحتفى فيه بالأم والأجمل ما تتلقاه الأمهات من كم هائل من الهدايا فيما يسمى “بعيد الأُم” ولكن ألا تستحق الأم أن تُبجل ويَغدق عليها الأبناء والبنات بالاهتمام البالغ ؟؟ ، وأن لا تقتصر زيارات أبناءها وهداياهم ودعواتهم لها على الحادي والعشرين من مارس من كل عام ؟؟ .
حقيقة مما يؤسف له ويندي له الجبين وتذرف له الاعين دموعا أن تجد العديد من الأبناء والبنات عندما يقرب التاريخ من الحادي والعشرين من مارس يتهافتون على الأسواق والمحلات التجارية لشراء الهدايا وتجهيز ما لذ وطاب من الأكلات ومن ثم يتوافدون فرادا وجماعات لزيارات الأمهات معلنين بذلك أنكِ يا أمي ليس لك من العام كله حظا إلا في هذا التاريخ بالذات ، سبحان الله ، أليس للأم حقا أن توصل وتُهدى ويُهتم بها ويُدعى لها سوى في عيدها فقط ، من المؤسف أن ينتج ذلك عن كثيرٍ من المسلمين،، هل قول الحق عز وجل الذي قرن عبادته بالإحسان إلى الوالدين وقال جل في علاه : {۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} صدق الله العظيم .. هل جاء ذلك في عيد الأم فقط ،، كلا والف كلا ،، فالأم يجب أن تُراعى وتزار ويُهتم بها أيما إهتمام في كل الأوقات وفي كل اللحظات ، فهي قدرها عظيم وشأنها أعظم ففي فضل الأم جاء في باب بر الوالدين حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحبتي؟ – قال: أمك قال: ثم من؟ قال : أمك ، قال: ثم من؟ قال : أمك، قال : ثم من؟ قال: أبوك صدق رسول ﷺ ،، فيجب علينا أن لا نحرص على مناسبة معينة لكي نزور آباءنا وأمهاتنا ونحسن إليهما . وهناك من المناسبات الدينية ماتكفي لتقديم هدايانا لهما .
*عزيزي القاريء : حتى لا أكون مجحفاً في حق كثيرين من الأبناء والبنات البارين بآبائهم وأمهاتهم ، ولذلك لن أعمم في مقالي هذا .. فهناك من هذه الفئة الكثيرين ولله الحمد الذين يولون آبائهم وأمهاتهم جل الاهتمام والرعاية والبر والإحسان إليهما ، فتجدهم لا ينتظرون مناسبة بعينها لزيارة والديهم أو تقديم الإحسان والبر لهما* .
بارك الله في فلذات الاكباد وجعلهم من البارين بآبائهم وأمهاتهم وصلح بهم أمر الامة الإسلامية .