مقال : “لا يوجد سؤال غبي”
بقلم : فاطمه بنت عبدالله بن علي الحماديه
كثيرا ما يتبادر في أذهاننا أن نطرح سؤالا على معلم أو موظف أو طبيب أو أيا كان إلا أنَّ هذا السؤال قد يأخذ حيز صغير من تفكيرنا وقد يصل بنا الحال للتردد في طرحه .
وما يجعلنا نقوم بذلك كله العبارة التي يرددها عقلنا الباطن في بعض الأحيان “هل سؤالي هذا غبي؟”
هذا ما حدث معي في حواري مع الطبيب المعالج لي ، فقد سألته سؤال مبادرة مسبقا بتقديم الاعتذار بأن سؤالي قد يكون سؤال غبي ، مع ثقتي بعدم وجود سؤال غبي لكن أحببت التجربة لأجد الرد الذي أترقبه فعلا من شخص متعلم وفاهم فقد جاءت إجابته مباشرة وصريحة بأنه “لا يوجد سؤال غبي” .
كل ذلك أعاد لي ذكرياتي السابقة فقد كنت معلمة واكتسبت خبرة من وقوفي أمام الطالبات ، فالمعلم لا يعرف كل شيء كما يتصور الطالب ذلك ، والأروع أن تمر اللحظة التي يسأل فيها الطالب معلمه ويقول له المعلم بكل ثقة ” لا تحضرني الإجابة حاليا وسأبحث عنها”، وهذا ما وجدته فعلا من رد الطبيب المعالج لي، وقد غمرني ذلك بسعادة كبيرة وأنا اتلقى جوابه بأنه لا يوجد سؤال غبي .
هنا ندرك أن زرع الثقة عامل مهم سواء لدى طارح السؤال أم متلقيه ، وهذا لا يتأتى إلا بالخوض في الحوارات التي تعطي المجال للعقل ليحظى بمساحة من التفكير ، وهي لا شك غراس يبدأ من المنزل ومنذ نعومة أظافرنا ، فالطفل يكتسب ذلك من التربية التي يحصل عليها وقد أكدت القراءات ذلك ، فالطفل يسأل عن أشياء غريبة وقد تكون في بعض الأحيان خارقة ، وفي أحيان أخرى يعجز الوالدين عن الرد عليها .
هنا تبدأ عملية تحديد استجابة لنوع من الأسئلة التي قد تكون لدى المتلقي بأنها قد تكون أسئلة غبية لكن الإجابة المقنعة أو المؤجلة قد تدحض هذا الشعور الذي يصل للإنسان في النهاية إلى إدراك ما أدركته شخصيا بأنه لا يوجد سؤال غبي .