التدريب على رياضة الفروسية والهجن وفنون العرضة
صلاح بن سعيد المعلم العبري
كاتب صحفي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
منذ أمد بعيد والإنسان العُماني شغوف بالإرث الثقافي والتاريخي التليد، ويأتي الاهتمام بالخيل والهجن من الملامح الجميلة التي يعتز بها العمانيون لما ترمز له من أصالة وعز وافتخار ، وقد أسهم ذلك في تفننهم في أساليب تربية الهجن والخيول وترويضهما وتدريبهما على شتى أنواع السباقات، وتمثل ركض عرضة الخيل والهجن إرثا ثقافيا تتوارثه الأجيال المتعاقبة في المجتمع العماني، ويشارك فيه النساء والرجال، وهو جزء من ثقافة المجتمع في الحضر والبادية، وقد ارتبط بالعديد من المناسبات التي تقام في المجتمع العماني.
وتشهد عرضة الخيل والهجن مشاركة شعبية كبيرة من قبل مختلف الأفراد، ويتم تنظيمها للتعبير عن الاحتفاء والفرحة بتلك المناسبات، وتسهم في تواصل أبناء المجتمع، وتمثل العرضة استعراضا لبراعة الفارس في ترويض الخيل والإبل والاهتمام بها وتدريبها، وتؤكد مدى الاهتمام والرعاية التي تلاقيها الإبل والخيل من قبل أصحابها وحرصهم على تأهيلها والعناية بها، وتقام العرضة التي تصاحبها مجموعة من الفنون التقليدية، سواء بالإبل أو الخيل أو كليهما في العديد من المحافظات، وهناك العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية التي تحرص على إقامتها، وقد أنشئت العديد من الميادين الحديثة التي تقام فيها العرضة.
وتشهد سباقات الخيل والهجن التي تقام في مختلف المحافظات إقبالا وتسهم في الجذب السياحي؛ لذا نتمنى خلال المراحل القادمة أن نرى إنشاء مدارس ومراكز تدريب في مختلف ولاياتنا تعنى بالتدريب على رياضة الفروسية والهجن وفنون العرضة لتوسيع قاعدة تلك الرياضة المحببة وغرسها في الناشئة لما تحفل به من سمات وتجليات مستوحاة من صميم التراث.