2024
Adsense
مقالات صحفية

خواطر متفرقة

محمد علي البدوي

سبحان الله! المتأمل في ديننا الحنيف يكتشف عظمة هذا الدستور الإلهي العظيم وإبداعه.
ولو تأملنا جانبًا واحدًا من جوانبه لوجدنا أنه دين الإنسانية والمودة والرحمة عكس ما يصفه بعض الحاقدين.
فكل متابع بدقة لسيرة نبي الرحمة وأصحابه وتابعيهم والمعاصرين ممن يفهمون جوهر الدين عن حق يكتشف أنهم يمثلون لنا ولغيرنا مثالًا يحتذى، وقدوة لعمل الخير وجبر الخواطر والتسامح مع المسيء والعفو عند المقدرة.

أراني مندهشًا من كثرة البرامج التي تقدم فن الطهي الذي لا أعترض عليه مطلقا، ولكن اعتراضي على كثرة تلك البرامج التي أراها -من وجهة نظري المحدودة- وسيلة لتسفيه العقول، ومحو هوية الشعوب التي تنشغل بمشاهدة برامج الطهي أكثر من انشغالها بأشياء أخرى أكثر أهمية، وأشاهد أحيانًا بعضًا من هذه البرامج وأفاجأ بكثرة المتابعين لهذه النوعية من (الإعلام الذي لا أراه مفيدا) وإصرار العشرات بل المئات على عمل المداخلات مع الطاهي أو الطاهية مما يدل على أن هناك خللًا ما لا بد من تجاوزه.

نكتب عن السياحة ونحاول تبسيط المعلومات حول هذه الصناعة الهامة، نكتب من خلال الدراسة الأكاديمية العالية الحرفية، ومن خلال الخبرات المتراكمة، ولكن يظل هناك دومًا شعور بأن القارئ لا يهتم.
فالسياحة ليست من ضمن أولوياته؛ ولذلك يحدث نوع من التراخي وعدم الرغبة نحو مواصلة الكتابة.

أحيانًا تحدثني نفسي بضرورة التوقف عن الكتابة السياحية، وأن أختار موضوعات أخرى أكثر تفاهة مما يهواه شباب اليوم، ولكنني أتراجع لسبب واحد وهو التصميم على أن أكون صوتًا لهذا القطاع العريض الذي يحتاج إلى مزيد من الوعي السياحي.

في بلادنا خير كثير، وجود وكرم من كل الجهات والأشخاص، ولكنه ربما غير موجه التوجيه الصحيح.
أعتقد أن هناك أسبابًا وراء ذلك، ولكن الرؤية الأولية لنشاط بعض الجمعيات الخيرية تقودنا إلى سؤال هام، وهو ما الأولويات المنطقية للعمل الخيري في بلاد تعاني اقتصاديًا؟
وجهة نظري هي توجيه سبل الإنفاق بهذه الجمعيات إلى ما هو أهم وأكثر فائدة. ولعل موضوع العلاج والمرضى هو أهم شيء يهم الإنسان، فالمرض يتعلق بالحياة والإنسان بفطرته يحب نفسه وحياته بشكل طبيعي.
أقترح توجيه الجزء الأكبر من مصادر إنفاق الجمعيات الخيرية إلى قضايا ذات أهمية عاجلة، مثل رعاية المرضى الفقراء، فهم يحاربون (المرض والفقر معا) وفي معظم الأحيان لا يجدون ثمن الدواء.
في حين يتم صرف أموال التبرعات في جوانب أخرى لا نقلل من أهميتها، ولكن الأولوية يجب أن تكون للصحة.

صديقي العزيز محب للسفر وكان في زيارة إلى إحدى أهم المدن السياحية العربية وأجملها، وهي (صلالة) التي تحدثت عنها من قبل ضمن مجموعة من المقالات عن عدد من المدن السياحية العربية.
حكى لي صديقي أنه كان مأخوذًا بكل شيء، فالمدينة روعة في البناء والتشييد والجمال والنظافة والأهم من كل ذلك الدفء في المشاعر وكيف تمكن أهل المدينة من الوصول إلى المعادلة الصعبة في قطاع السياحة، وهي توفير خدمات عالمية مع الاحتفاظ بروح الشرق العربي، وحسن الاستقبال.
أتمنى أن أرى مليون صلالة أخرى في ربوع عالمنا العربي.

مسألة الإنترنت والأطفال مسألة أمن قومي عربي وعالمي، فنحن ننتقد كثرة استخدام الأطفال والشباب للإنترنت وتأثير ذلك فيهم وفينا وفي المجتمع، ونستمع إلى من يطلقون على أنفسهم الخبراء والمحللين، ولكن النتيجة صفر!
لأن مواجهة التحديات لا تكون بالكلمات أو التنديدات بل بالإجراءات التي تضمن حماية أبنائنا من خطر الإنترنت.
أما مجرد الحديث حول القضية فلن يفيد في الأمر شيئا.

مظاهر الأعياد في وطننا العربي كثيرة ومبهجة، بها حنين إلى الماضي وتمسك بعادات جميلة جوهرها التواصل والرحمة وصلة الرحم، وهي فرصة لمواجهة الضغوط، والإنترنت وتعليم الصغار صفات المحبة والمودة والتكافل والتمسك بالقيم التي نشأنا عليها، فلا تفرطوا في مظاهر العيد وبهجته. وأتمنى من كل قارئ لمقالتي أن يكرمني بإرسال رسالة حول مظاهر العيد في بلده؛ حتى أستفيد وأبتهج بما لدى الآخرين من عادات ومظاهر طيبة تجمع قلوبنا جميعا.

كرة اليد المصرية تحقق الإنجازات الواحد تلو الآخر، وأصبح منتخب اليد هو سبب سعادة كل العرب وبهجتهم بما يحققه من إنجازات، بينما ما زال منتخب كرة القدم بمثابة كابوس، ولولا وجود محمد صلاح ضمن تشكيلة المنتخب لانصرف عنه المتابعون وعشاق كرة القدم.

فكرت في دور المناهج التعليمية في بناء الوعي الوطني والوعي العربي بشكل عام، وتعجبت من أن معظم المناهج التعليمية في معظم الدول العربية لا تحتوي علي أي معلومة (ولو بالقدر القليل الذي يتناسب مع كل مرحلة تعليمية)، ولو مبسطة عن بعض الدول العربية الأخرى.

أري من العار أن يعلم الطفل العربي الصغير اسم عاصمة فرنسا، ولا يعلم اسم عاصمة سلطنة عُمان أو الأردن على سبيل المثال.
بل إن هناك كبارًا لا يعلمون موقع الأردن بالنسبة لمصر أو أين تقع الكويت….إلخ

فسألت صديق الأكاديمي المتخصص في المناهج التعليمية عن رأيه في وجهة نظري، فتحدث عن أن معظم طلاب أوروبا في المرحلة الثانوية يكون معظمهم على دراية جيدة بتاريخ دول الاتحاد الأوروبي وثقافاته، وهذا بالفعل ما ينقصنا.

حفظ الله شعوبنا العربية

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights