هل يظمأ الإنسان إلى إنسان آخر؟!
حليمة بنت حمد اليعقوبية
عنوان قد يحمل الاستغراب!
لم أعلم في حياتي معنى الظمأ لقلب آخر؛ هو العطش والشوق وعدم الإرتواء أو الانتهاء، عدم الوصول إلى حالة الاكتفاء، سوى لقلبك أنت، وهو الباب الوحيد الذي زرع سياجًا حديديًا أمام نبضاتي ولهفتي الإنزوائية به، وهو الوحيد الذي أستطاع أن يحرمني من أن ينطق لساني بكلمة “حبيبي أشتاق إليك” لا أجدني ولا أجد روحي في غربة العالم، ووحشة الصدور، لا أجدني رغم تعدد البشر، لا أجدني بين السطور، لا أجدني بين أحاديثهم، ولكني أجدني بين سطورك وعلى مبسم شفتيك، أجدني أعشق لحن حروفك ونغم منطوق لسانك، أجدني مغرمًا ومرغمًا فيك، جميع تفاصيلك تعنيني، كأني في عناق دائم ووصلًا لا ينقطع، كطفلتك التي تحتضن رائحة الحنان بين أضلعك، تشعر بالبرد ولا تجد الدفئ إلا فيك، شاءت أقداري المرّة، وحظي هل أقول أنه حظًا سعيدًا أم حظًا تعيسًا، أن تكون أنت معلمي الأقسى حتى أكون أقوى من ضعف الاحتياج إلى تلك الروح، لم أذكر أنني رأيتها يومًا لكنها تسكنني ..
لا أذكر أني لمستها يومًا لكنها سرقتني من جميع الدنيا، ومن الغائبين والراحلين، ومن البشر على قيد الحياة، أني أحببتك كطفلي المدلل لا أرفض لهذا الشيء بداخلي الذي يفتح عيناه للنور باحثًا عنك، لا تغفى مدامعي إن لم أطمئن عليك، حتى وأن مرت ليالي طويلة والدمع يغسلني من أعماقي الصادقة العفوية التي تخشى أن يعاقبها الله يومًا بك أن يغضب الله منها فيبعدك عنها، هذا القلب الذي يظمأ بلهفته المجنونة لك وحدك، أنا كنت أفتعل الغيرة، أسرد عليك أكاذيب عن أحدهم الذي يود الاقتراب مني، ثم أفتعل المشاكل حتي أرى ردود أفعالك، كما أتصنع الغباء حتى أجد بأجاباتك الساحرة، لماذا يا قلبي الذي بداخلك هو قلبي أنا الذي ينتحب في غيابك يتقطع شوقًا نازفاً، وساكنيه يا قلبي أنا، فماذا عني ..؟
غيمتي وحبي المسافر إليك ما زالت تضع أسوارك الشائكة وجدرانه العالية وتبعدني عنك وأنا أنتظر مرورك بقربي حتى ألتمس الحياة حتي أطمئن، لو تعلم يا قلبي من يفتقدك قلبي، من تنادي روحي في غيابك؟! لو تعلم أني لا أرى عيون الناس ولكن أراك أنت، وأحبك أنت.
تعلمت أن أعيش أيامي جسدًا فقط يسكنه الحنين للمجهول، عيناه باكية، أي حب يسكنني وأنت لا تعلم عن هذه الروح شيء، هل يسكن قلبك أحدهم !. هل تبادله عبارات الشوق، وماذا تقول له إذا أعمى روحك الحنين..؟!