كُتِبت لها
وفاء المهيرية
روحي تُنازعُ الحياة، ترغب في عيشِ حياةٍ تشبهُها. أيُرجِعُها كوب نعناعٍ برّي أم حِزمةٍ من شايٍ زهري؟! ترغبُ في الجلوسِ بمفردِها، تستمِعُ إلى إملاءات الرب حولَ مسامِعِها.
تُشعِلُ شمعةً ترغَبُ في أن تكون فتيلا يُضيءُ قريةً كامِلةً بِداخِلِها. هكذا هي طفلةٌ نظِرةٌ. شابةٌ حُلوةٌ تزهرُ الكون، يُصبحُ بها ثَمَرة. لا تُشبِهُ الياسَمين البتّة.
لها عبقٌ من طِرازٍ زهري. تجولُ حولها فراشات برداءٍ أبيض. تُقبِلُها وحماتٍ داكِنةُ اللون، أهي سوداءٌ تُشغِفُ الروح بِظلالِها أم هي تحمِلُ إِحدى مُشتقات الليل الذي يَحمِلُ في جوفِهِ حُبٌ سامِر؟!
تُحيطُه مِن شُرفةٍ مسدولة ستائِرها. تطُل على أربع أعمِدةٍ مُتوسِطة، وخمسة بإضاءات سرمدية. وواحِدةٌ لا تُحِبُ الظهور -فاخفتت بريق مصباحها- وفي ركنٍ مُجاور قد يبدو للبعض أنها اختارت الانطِفاء، ولكِنهم لا يعلَمون أن التوهج الطفيف كفيل بإشعال القرية التي بداخِلها.