2024
Adsense
مقالات صحفية

رسالة لكل إعلامي

أحمد بن موسى البلوشي

الإعلامُ مهنةٌ ورسالةٌ سامية، يهتم بنقل الخبر نشره، والحقيقة حول المواضيع التي يطرحها، وإيصالها إلى الجمهور بمصداقية، وبحرية، وتجرد، وإخلاص، دون تمييز. ولذلك يُعَرّف الإعلامي بأنّه: من يمارس هذه المهنة من خلال صناعة محتوى المادّة الإعلامية ونشره، بكافة أشكالها، وأنواعها، سواء أكان فردًا أم مؤسسة. فهو يمثل المجتمع، والمؤسسات في نفس الوقت، ولا ينحاز إلى طرف على الآخر. فالمصداقية هنا تعني أنْ تقف مع الحقيقة؛ وإنْ كانت ضدّ هذه المؤسسات، أو مع الحقيقة، وإنْ كانت ضدّ المجتمع.

يقول خالد الحلوة: ” يبدو أنّ مصطلح (إعلامي) فقد معناه الحقيقي في عصر الإعلام الرقمي. فقد أصبح أيّ شخص يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لينقل خبراً سريعاً، أو يعلّق على حادثة يسمي نفسه إعلامياً”، وللأسف هذا ما نلاحظه في هذا العصر، فمن أهمّ الأمور التي يفتقدها بعض الإعلاميين في هذا الوقت هي الثقافة المعلوماتية حول المواضيع التي يناقشونها، ويطرحونها. ولا يكفي أنْ يتمتع الإعلامي بأسلوب لَبِق في أثناء الحديث، والحوار، فبدون الثقافة العامّة لا تجدي هذه المهارات نفعا. وما نلاحظه من بعض الإعلاميين في بعض القنوات، والإذاعات الحكومية، والخاصة عندما يحاور، ويناقش شخصاً ما حول موضوع يخصّ أحد الجهات الحكومية، أو الخاصة؛ نجد كميّة الفراغ الثقافي لديه! أليس من الأجدر بالمذيع أنْ يجمع كل المعلومات، والبيانات حول موضوع النقاش؟ وأن يعرف آخر التحديثات في الموضوع من الجهة المختّصة؟، أليس دور الإعلام هو تغذية المجتمع بالمعلومات، والحقائق الصحيحة، وإفادة المواطن بكلّ المستجدات حول هذا الموضوع؟، والإجابة على هذه الأسئلة:
– بلى؛ لأنّ هذا هو الدور الحقيقي للإعلام، والإعلامي.

ومن المؤسف أنْ تسمع حواراً إذاعياً بين إعلامي، وضيفه حول قرار ما، أو موضوع يخصّ جهةً حكومية، وتتفاجأ بكميّة المغالطات، وكميّة الفراغ الثقافي، والمعلوماتي لدى الإعلامي حول هذا الموضوع. فالاستفسار، والاستعداد المسبق لهذا النوع من الحوارات هو السبب في نجاح هذه اللقاءات!، وليس من المنطق أنْ يكون في صفّ ضيفه ضدّ قرار الجهة الحكومية، أو موضوع النقاش، أو أنْ يكون مع قرار الجهة الحكومية ضدّ ضيفه!، فالمصداقية تكمن في المصلحة العامّة للمجتمع، وليس للفرد، ولا شكّ بأنّ الإعلامي الناجح هو من يطرح الموضوع، ويناقش بحيادية تامّة، ودون مصلحة معينة.

يقول سليمان الطعّاني: “تعلمنا في أبجديات الإعلام أنّ الإعلامي يجب أنْ يجمع بين كل أطراف الثقافة، فلا يجد نفسه يوما غير عارف بعلم من العلوم، وهذا يعني أنْ يكون متّسع المدارك، حاضر الفكر، لَبِق الحوار، الأمر الذي يؤهله لنقل ثقافة الآخرين، والتفاعل معها بما يتفق وحاجات مجتمعه، والأخذ بما يناسب الأخلاق، والمصلحة الوطنية، وهذا يخلق فيه صفة ضرورية، وهي عالمية التفكير، وعالمية التوجه، وإنسانية الرأي دون تفريط في ولائه لوطنه، وأهله. وألّا يكون مطبّلاً، أو مبتزّاً لهذه الجهة، أو تلك مقابل دراهم معدودة كما هو الحال عند الكثير ممن يدّعون أنّهم إعلاميون”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights