السبت: 19 أبريل 2025م - العدد رقم 2525
Adsense
الشعر

جذور ورياح  

   محمد السيد توفيق

كانت طفولتنا تداعب حلمنا

فوق الرمالِ على ذرى الكثبانِ

ونشمُّ رائحة العبير بأرضنا

فنسابق الألحانَ بالألحانِ

ونمدُّ في عمق الترابِ جذورَنا

كي يستقيمَ العودُ بالأغصانِ

ونُشيِّد الصرحَ المنيعَ محاكيًا

شُمَّ الجبال برفقة الخلانِ

كانت سذاجتُنا البريئةُ تحتمي

خلفَ ابتسامةِ جفننا الوسنانِ

يُبدي نواجذَه الزمانُ مداعبًا

متلطّفًا  ومبشرًا  بأمانِ

متحدثًا مسترسلًا  بعذوبةٍ

ويردد  الأنغامَ   بالآذانِ

وتفتَّح الزهرُ الجميلُ يصونه

شوكُ الحماية شامخَ الأركانِ

هبّت رياحُ الغدرِ تحمل شؤمها

بضجيج ثرثرة الغبي الجاني

لتكسِّرَ الأشواكَ تقْطَع نبضها

وتحرِّق الأزهار  بالنيرانِ

وتُبدد الأحلامَ إنْ هي أقبلت

وتُلبِّدَ الأجواء بالأحزانِ

جاءت كدود الأرض ينبش في الثرى

ليُزيل جذرًا باسقَ الأفنانِ

أنَّى لذاك الدود يأكل جذرنا

ويجوب تربتنا كما الشيطانِ ؟

يا أيها الدودُ الوضيعُ ألا ترى

أن البلادةَ منْ طِبَاعِ جَبَانِ ؟؟

فاترك ترابَ حقولِنا وجذورَنا

واخسأ فإنَّ النصرَ للأوطانِ.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights