التحريض بين الزملاء

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الأعلام والعلاقات العامة
قد يكون التطرق لمثل هذه المواضيع حساساً نوعاً ما، وأغلب الكتاب يبتعدون عن الطرح والدخول في مثل هذه المواضيع ربما بسبب عدم الرغبة في أظهار معاناتهم، وتجد القليل من يبحر في سبر تلك الأحاديث.
هنا سأفجرها صراحة وسأتحدث بشكل صريح خصوصاً في بيئة العمل من أجل التوضيح للجميع لأخذ الحيطة والحذر ولمعرفة هذه الشخصية النرجسية على مختلف المستويات.
التحريض في بيئة العمل عادة سيئة وغالبا ما يتصف صاحبها بالنرجسية المفرضة، هدفه زعزعة الإستقرار والأمن والأمان في بيئة العمل ومن أجل أن يكون هو الرقم (واحد).
هذه الشخصية لا تحب إلا نفسها ومن يقتات على بقاياها ومن ليس له كرامة ومتجردا من أخلاقه وإنسانيته، فإن كنت من أتباعه وتسعى لرضاه وهو الآمر الناهي؛ فأنت حبيب مقرب له، ولكن في الواقع أنت لست أكثر من مجرد أداة ليستخدمها ضد الآخرين ومن تنتهي مصلحته ويحقق هدفه (يبيعك بقشرة موز)-كرم الله الجميع- فقد يكون من تبعه عدم فهم ومعرفة ودراية بهذه الشخصية ونسأل السلامة والهداية للجميع.
هذه الشخصية تظهر على أنها إيجابية محفزة في بداية الأمر، وتكتشف فيما بعد على أنها حقودة حسودة غامضة لا تريد الخير ولا تسعى له وتحارب كل من يناقضها؛ فهي لا أخلاقية ولا تمتلك ذرة إنسانية.
يعمل على استعطاف الآخرين ويرى أنه مظلوم دائما وأنه عكس ما هو عليه، يضمر الشر بداخله ويكتم الحقد حتى يتمكن ويستفحل في ظلمه للآخرين.
من لا يعرفه يعيش حالة من التردد وعدم الإستقرار بين مصدق ومكذب، وتجد من هو مخدوع ويدافع عنه بشراسه ليس بسبب تشابه بينه وبين هذا النرجسي، ولكن بسبب الطيبة الزائدة والأخلاق العالية.
هل ينقل العدوى؟
نعم ينقلها بسبب غرس مفاهيم خاطئة من الصعب إكتشافها ولو أختلف معه ولكن مع الوقت والتعامل تظهر له بعض الدلالات؛ أولها أنه يتحدث عن الآخرين ويشكك في نواياهم ونزاهتهم ويجعلك تشك حتى في نفسك حتى يكرهك الجميع.
فالحذر الحذر من الوقوع في شركهم وإتباع معصيتهم وإلا أصبحت منهم، هم موجودون في بيئة العمل مع إختلاف مواقعهم، والأخطر منهم من هم في موقع السلطة.
يتميزون بالكذب والمماطلة والخداع، ولا يترددون عن الحلف بالله لإثبات صدقهم وهم كاذبون، يخلقون التوتر وبيئة عمل سيئة سامة وفاسدة حتى وهم في أضعف حالاتهم.
من الصعب إكتشافهم إلا من أوتي الحكمة ويستطيع فك شفراهم أو قد تأذى منهم وبسببهم، وهنا عليك عزيزي القارئ أن لا تندفع دائماً حتى تتضح لك الصورة وتنقشع الضبابية.
يمتلكون القدرة على السيطرة وبسط نفوذهم وتجييش حشد من الأتباع، وهناك من يتعاطف معهم ويدافع عنهم بإستماته حتى يقع ضحية لهم ويصاب بالأذى والنفور الإجتماعي.
لعبتهم تشويه السمعة والتشكيك في الآخرين وفي أخلاقهم، يخوضون في الأعراض، لا يهم من كانوا فقط ما يهمهم نفسهم والباقون في زوال، ليس لديهم ذرة أخلاق ولا حتى تتحرك مشاعرهم، فكل ما ترونه منهم هو واقع مظلم ولا يتسمون بالوضوح والشفافية رغم أنهم يدعون ذلك.
هذه الشخصيات حقودة حتى النحاع، النفاق وسيلتهم للحصول على مبتغاهم، يضرون كثيراً ولا ينفعون غيرهم، يسعون للخراب والدمار والتشتيت. أستطيع القول عنهم؛ أنهم إخوان الشياطين، بل هم أشد فتكاً من الشياطين أنفسم.
لا يخلقون إلا بيئة سامة أينما حلوا وأينما كانوا، ضعفاء حتى يتمكنون، بسطاء حتى يسيطرون، لا صديق لهم ولا قريب إلا من غرر به وتم خداعه والتلاعب به.
حينما ينكشف أمرهم يغيرون اللعبة ويظهرون بمظهر الأبرياء كالحمل الوديع، يرمون أخطائهم على غيرهم ولا يهم من كانوا، حتى أبنائهم لن يسلمون من شرهم إذا ما دعى الأمر للهروب من تحمل المسؤولية.
وعند فضحهم وكشف أمرهم ونواياهم يهربون ويتغطون بستار الأخلاق والنزاهة وأنهم مظلومون ويكيلون على غيرهم الإتهام، وأنهم سبب ما وصلوا إليه.
لا تخشى ولا تقلق؛ فنهايتهم وخيمة ومستقبلهم أسود غامض مريع، تحرقهم نارهم التي أشعلوها وسيكونون حطبا لها حتى تذريهم الرياح رماداً في وجه العدالة الإلهية.
إستعذ بالله منهم ولا تصدق قولهم ولو رأيته حقاً مبيناً؛ فالشياطين تلاميذ عندهم، يحضرون دروسهم ومحاضراته فلا تتعلق بهم؛ بل إشفق على حالهم وادعو لهم الله بالهداية، فإن أستمروا قل؛ حسبنا الله ونعم الوكيل وهو كفيل بهم.