“حديث النفس”
أشواق العمرية
منذ بضع سنوات كنتُ لا أعرفني …
كم من المرات إلتقنيا في ممرات
دهليز الحياة …
لم أكن أعلم أنه سيأتي يومٌ
أحتاج أن أتنفس فيه بحرية ..
بلا شتات …
ولا قيود…
ولا ضجيج …
أتنفس القوة كي أظل لطيف الروح …
ضاحك المبسم ..
طاهر النفس ..
أبحث عن الكمال
بينما يتلبسني النقص ..
أو بمعني آخر:
أتشبث بإكتمال نقصي غالباً
وألتزم الصمت
حتى أنتشلني من كل هذا الشتات ..
لأطبطب على كتفي
وأنفض عني غبار الأيام ..
لطالما كنت أقاوم لأمد محدود
وفجاءة أجد نفسي واقفة أمامي
ترمقني بنظرات
تكاد تحرق عينيّ من حدتها …
انتفض قلبي لوهلة
الدهشة تعتريني
لمَ كل هذه النظرات التي تسلّينها نحوي كسكين؟
تزداد حدة وصرامة
قلبي يخفق بشدة
حتى حسبته سيسقط عن مكانه
حينها
شعرت بزفرات حديث مكتوم
ينبثق من بين حنايا الضلوع
وبصوت بين الهمس والحدة:
“أتعلمين يا أنا …
أنا لا أخشى شيئاً
أنا شخص مزاجيّ مجنون
مجازف أتخذ قرارات عشوائية
قد تصيب أحياناً وتفشل أحياناً
مشاعري متطرفة بين الركود والاشتعال ..
أنا كومة من الأضداد ..
لكن ما يفزعني
هو خوفي أن أصبح يوماً ما
شخصاً عادياً
كالآخرين” …
حينها فقط
أدركتُ أنني أنا
وأنّ أنايَ سر سعادتي
وكينونتي
وحريتي
نعم حريتي
بعيداً عن التزلف
والتمادي في التماهي
لأجل الآخر..
عزيزتي (أنـــا)
أُحِبُّـــــك