الانتظار “الجزء الأول”
بدرية بنت حمد السيابية
في يوم ما، كنت اتصفح إحدى وسائل التواصل الاجتماعي “الوتساب” وصلتني رسالة من إحدى الزميلات، “إعلان بأن هناك تسجيل في إحدى الإذاعات الإلكترونية يبحثون عن مقدم برنامج ومدته لا تقل عن ساعة من الزمن، وكان من ضمن الاشتراطات، أن يكون لدى المتقدم خبرة، ومؤهل ممتاز، وغيرها من الشروط، ولكن كانت قناعتي في موهبتي ستكون متميزة، افتخر بها في كل زمان ومكان” .
في الحقيقة، أحببت أن أجرب وأخوض تجربة جديدة ، وكما يقال “الحياة تجارب” فأنا هوايتي على منصات المسرح في تقديم الفعاليات والحفلات سواءً داخل منطقتي أو خارجها.
استعددت للمقابلة وتوجهت للمكان، وصلتُ لوجهتي مبكرا، حتى لا تفوتني هذه التجربة الرائعة وتحقيق حلما قد طال انتظاره، أوقفت السيارة في المكان المخصص، تحت مبنى مكون من خمسة طوابق، فتحت محادثة زميلتي للتأكد في أي طابق ستكون المقابلة، فكان في الطابق “الرابع” فابتسمت قليلا وقلت في خاطري :إنه رقمي المفضل.
كلما أخطو خطوة نحو المكان، أتمعن جيدا فيه، وأتساءل في نفسي هل هو هذا المكان، وكان الارتباك يصاحب رحلتي الجميلة، وبعد التأكد التام توكلت على الله دخلت وصعدت للمصعد، وقبل أن أضغط رقم “٤” سرحتُ قليلا مع حلمي الجميل وفرحتي لخوض تجربة جديدة، جالسة على كرسي لونه يشبه لون الجبال، شامخا صامدا، مع وضع السماعات على أذني، وتلقي الأوامر بالعد العكسي، والانطلاق للبدء في البرنامج، شعور يدغدغ مشاعر التأمل وتحقيق الأماني.
استيقظت من حلمي قليلا، والفرح يراقص قلبي، وضغطتُ على رقم “٤” وكنتُ أحمل معي أوراقي، معتمدة على خبرتي البسيطة في التقديم، وعند وصولي وجدت من سبق حضوري ينتظرون دورهم للدخول، كان عددهم ما يقارب سبعة أشخاص من كلا “الجنسين، فجلستُ وانتظرتُ دوري، إلى أن حانت الساعة، فنادوا أسمي، فرديت وكلي ثقة :نعم، ولا أنسى في تلك اللحظة تسارع نبضات قلبي ممزوجة بين الفرح والارتباك .
خطوت خطوات سريعة، حاملة بين أحضاني ورقة بيضاء كبياض القطن، تناظرني بفرح، وقلمي الجميل الأنيق في كف يدي، يتمايل كنسمة هواء ترفرف عالياً، أسابق خطوات حلمي ، إلى أن وصلتُ، وقفت ثواني أمام باب غرفة المقابلة، أخذتُ نفسا عميقا يتصاعد ببطء، قرعت الباب وإذا بصوت يقول لي :تفضل، أحسستُ قليلاً بتردد ولكن أقنعتُ نفسي بعدم الوقوف هكذا بيني وبين حلمي، هذا الباب الشامخ الصامد أمامي حقا موقف لا أحسد عليه.
فكانت عيناي تلامس كل ما يوجد في تلك الغرفة والبسمة لم تفارق شفتاي _ ستائر مزخرفة بالورود، جدار سميك يتلألأ كنجم وسط السماء، كراسي لونها كألوان الجبال والصخور ، طاولة طويلة ذات ملمس ناعم كنعومة طفل صغير، ورائحة زكية تتجول في زوايا الغرفة برائحة العود الهندي الأصيل. وسرحتُ في خيالي الجميل حتى استيقظت على صوت أحدهم، يطلب مني الجلوس، وبدأ الاختبار بتقديم شيء بسيط مني كصوت إذاعي واضح، ومفهوم، كنتُ سعيدة جدا بمجرد وضع تلك السماعات على أذني، والنظر للمايك، وعشت التجربة بكل تفاصيلها.
كنت في الحقيقة لا أريد التوقف عن القراءة، ونزع السماعات عن أذني، ولكني استسلمت لصوت يقول لي :انتهى الوقت أستاذة، انتظري في الخارج قليلاً، كنت سعيدة جدا فاستأذنت بالخروج من الغرفة وجلست على كرسي والتساؤلات تتراقص في مخيلتي هل سيقبلونني؟ هل قدّمت بشكل ممتاز؟ كيف كان أدائي ؟ سؤال يجر سؤالا وما زلتُ أنتظر خبر يسعد قلبي!…
فكانت عيناي مركزة على من يخرج من وراء تلك الغرفة ليعلن عن نتائج تطيب به النفس!.
انتظروني في الجزء الأخير من الانتظار،،،،،