يعقوب بن حميد المقبالي
إنَّ سلطاننا المُعظّم قدْ مَنحهُ الله تعالىٰ عِدة صِفات، فهو قدْ مارَس حياته برفقة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب اللّه ثراه- وتوشّح في الكثير من الأفعال، مِن ذلك الرّجُل الذي عاصرناه ووجدنا أنه هو الأب الحَنون، وامتزج معه رحمة الله عليه بمعاني الرجولة وحُبّ الوطن والمواطنين، فهو لآخِر لحظةٍ مِن عُمره وهو يوصي بعُمان وشعبها بوصاياه التي تباركتْ على يَد مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- فهو النسخة الأصلية التي تنتعش بها عُمان مِن أقصاها إلى أقصاها، وأخذ على نفسه منذ استلامه زمام الحُكم خلَفاً لجلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه.
لقد تعهّد بأنْ يكون خَلفاً لخير سلف، وأنه سيستمرّ في مسيرته المظفّرة على ذلك النهّج العظيم الذي انتهجه جلالة السلطان الراحل، وتعهّد بأن يتمّ تغيير هيكلة جهاز الدولة من عسكريين ومدنيين، وهذا الذي توسمناه منه؛ ليفتح مجالاتٍ للشباب العُماني مِن تلك الوظائف التي سيغادرها أولئك الموظفون الذين التحقوا بتلك الأجهزة التي انخرطوا بها منذ عام ١٩٧٠م. فلهذا يحقّ لهم اليوم أن تشكرهم حكومتهم على ما قدّموه أثناء خدمتهم المتواصلة.
ومِن إعادة هيكلة جهاز الدولة، تمّ تغيير مجلس الوزراء الموقّر بدماءٍ جديدةٍ، ومنهم مِن فئة الشباب وممن له باعٌ طويلٌ وخبرةٌ في معظم الأعمال، حيث أنّ الوطن والمواطن يتوسّم فيهم بأنْ يكونوا عِند حُسن ظنّ جلالته وشعبه الوفيّ، وكلّ هذه التغييرات لاقتْ شكراً وتقديراً من المواطن لجلالته المفدّى أعزّه اللّه وأسبغَ عليه لِباس العافية.
فالتغيير الذي يطمع فيه المواطن هو أنْ يرى الشباب أخذوا على عاتقهم تلك المسؤولية، وأنْ يرَوا أن لعُمان تلك القدرة التي تمكنها من متابعة حياتها الطبيعية بهؤلاء الشباب وأن يُحدثوا تطوراً جديداً للبلاد والمواطن.
فشكراً لكَ مولاي المعظم جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظك الله ورعاك- لهذه الحِكمة التي نَرغب بأنْ تستمرّ بها مَسيرة عُمان إلى الآفاق العليا، وبعزمكَ يا مولاي وبعزم مَن جعلت ثقتكَ فيهم مِن رجالٍ ونساء، بأن يكونوا لكَ الذراع المُساعد لتحقيق ما أنتَ تخطط له مِن تقدّمٍ وازدهارٍ لعُمان السلام.. لعُمان الخير.. لعُمان المنجزات.. لعُمان الرّخاء.
نسأل اللّه تعالى أنْ يحقّق أمنياتك لعُمان وشعبها وتتحقق أمنيات المواطن مِن خِلال حُكمك وحِكمتك هذه، واستمرارية الأمن والأمان والرخاء والسخاء، وأن يستفيد شبابنا الطموح لإيجاد ما تستقرّ به قلوبهم في وطنهم العزيز عُمان لأداء الأمانة وتعزيز مسيرتك المظفرة.
