«الصياد »
بدرية السيابية
يجهز عدته الصغيرة بحقيبة مترهلة قديمة وكأنها إرثه من أجداده كل يوم تحتوي على أدوات رزقه، وبعد تأدية صلاة الفجر والدعاء الخالص من قلبه بالرزق الحلال من عند رب العباد، يأخذ وجبته البسيطة المكونة من خبز وعسل وبعض الفواكه في وعاء محكم الإغلاق، ذاهبا إلى قاربه الصغير الراسي على شاطىء قريته الصغيرة بهمة ونشاط وعزيمة معلنا عن بداية يوم جميل في عرض البحر باحثا عن رزقه وما قسمه الله له بثقة كبيرة، وبعد ساعات من الإنتظار لم يصطاد في شباكه العريضة الممتدة في وسط البحر شيئا من خيرات البحر .
وعاد لدياره وبان على ملامح وجهه تعبا قاسيا من أشعة الشمس ويداه جرحت من سحب شباك الصيد إلى أن وصل داره وهو يرطب لسانه بالاستغفار داعيا الله ليوم الغد بصيد وفير، إلى أن خيم الليل وسدل ستاره والجميع نيام في قعر داره ولكن الصياد باتت عيناه تترقب بزوغ الفجر لتأدية صلاة الفجر .
والدعاء الخالص والنية الطيبة على ما تمناه قلبه لهذا اليوم وكعادته يحمل عدته الخاصة متوجها إلى قاربه متوكلا على ربه ،حتى سمع صوت شيخا كبيرا يتلوا آيات من الذكر الحكيم ووقف برهة يستمع لهذا الكلام المريح، وبعد دقائق ذهب هذا الصياد إلى قاربه واختار مكانا ليرمى شباكه عليه وكلها ساعات من الإنتظار حتى أحس بإن شباكه أصبحت ثقيلة ونظر إليها بكل فرح وسعادة امتلأت شباكه من الأسماك ذات الأشكال والألوان الجميلة ،،شاكرا الله على كل شي
هكذا كان التوكل على الله وليس التواكل فالإنسان يسعى لكسب رزقه بجهد كبير متوكل على ربه ولا ينتظر الرزق أن يأتي هكذا بدون تعب ومثابرة فيكتب الله الرزق لمن يستحق ويشاء .