السبت: 14 يونيو 2025م - العدد رقم 2581
Adsense
قصص وروايات

قصة الصديقان .. الحلقة الرابعة

 فايل المطاعني

خرج عمر من المستشفى بصحبة صديقه محمد، وذهب إلى بيته. بمجرد وصوله، اتصل عمر بزميلته المحامية هدى بنت سعيد ليعلمها بتمديد إجازته، ويطلب منها تحويل القضايا الهامة فقط لدراستها، أما القضايا العادية فيمكن تأجيلها حتى يعود من إجازته.

بعد نصف ساعة، رن هاتف عمر، كانت هدى على الخط.

هدى: “في المكتب امرأة تطلبك بشكل مستعجل.”

عمر: “قولي لها إنني في إجازة.”

هدى: “قلت لها ذلك، ولكنها أصرت على مقابلتك.”

شعر عمر بأن هناك أمرًا عاجلًا جعل هذه السيدة تطلبه بسرعة، فقال لها:

عمر: “حسنًا، سأذهب إلى المكتب. اعطيها موعدًا بعد نصف ساعة، فأنا متجه إلى رحلة استجمام بعد المغرب.”

وصل عمر إلى مكتبه، وكان ينتظره هناك امرأة في ربيعها الثامن والعشرين. طويلة، بيضاء البشرة، جميلة جدًا، خديها مشربة بحمرة، عيناها واسعتان وفيهما حور، وجنتاها مكتنزتان، ووجهها مستدير. عندما رأته ابتسمت خجلاً.

بعد أن ألقي عمر التحية، نظرت إليه الضيفة بابتسامة خفيفة، زادها جمالًا.

سهام: “أعلم أنني أخرتك، ولكن موضوعي لا يحتمل التأخير. سأبدأ من البداية حتى تكون لديك فكرة عن الموضوع. أنا سهام عبدالله، أرملة رجل الأعمال مسعود ابن علي.”

استغرب عمر وقال:

عمر: “نعم، المرحوم مسعود ابن علي؟ أنا محامي ورثته وهم رفعوا قضية استرداد أموالهم التي كُتبت باسمك. السبب: عدم أهلية والدهم في أيامه الأخيرة بسبب مرضه وعدم سيطرته على قواه العقلية.”

هنا سكتت سهام برهة، ثم قالت:

سهام: “للأسف، كلامك صحيح. مكتبك هو من رفع القضية، وأنا أخشى أن يربحوا القضية، فأنت محامي شاطر وقوي.”

نظرت إليه بعينين مليئتين بالخوف وقالت:

سهام: “إذا ربحوا القضية، أنا وابنتي سنكون في الشارع. وهم لن يرحموا ابنتي، وهي أختهم الصغرى. لا هم ولا أمهم.”

وبكت بحرقة.

أخرج عمر من جيبه منديلًا مطرزًا بخيوط ذهبية تحمل الأحرف “ع. ع” وقال لها:

عمر: “سيدة سهام، نحن هنا لنعمل من أجل الإنسانية. المحامون ليسوا جشعين، نحن بشر نتعامل مع الأوراق والأدلة. فهل لديك ما يثبت صحة كلامك؟ على الأقل إذا كانت العقود موثقة عند كاتب العدل، فهذا قد يساعدك في القضية.”

نظرت إليه سهام نظرة المنتصر وقالت:

سهام: “نعم، لدي كل شيء. هذه الأموال والعقارات كانت ضمن صفقة كبيرة.”

سكتت للحظة ثم أضافت بصوت خافت: “صفقة المهر.”

نظرت إليه مباشرة وقالت:

سهام: “أنت تعلم أن مثل هذه الزيجات تكون في الغالب مصالح متبادلة.”

ثم رفعت رأسها ونظرت في عينيه قائلة: “سيدي المحامي، أنت تعلم أن الأعمار بيد الله، لكن تعلمت أنه في هذا العالم لا شيء يبقى سوى ما تملك. هذا ما يرفع قدرك عند الناس.”

هز عمر رأسه وقال:

عمر: “حسنًا، إذا كانت العقود موثقة، فالأمر بسيط. ولكن إذا كانت القضية بهذا الحجم، فستحتاجين إلى توكيل محامٍ قوي.”

ثم رفع سماعة الهاتف قائلاً لزميلته هدى:

عمر: “هدى، حاولِ تأجيل قضية ورثة المرحوم مسعود بن علي بحجة أننا ندرس القضية بشكل رسمي.”

قالت هدى بابتسامة خفيفة:

هدى: “هل نسيت يا أستاذ أننا في عطلة قضائية هذا الشهر؟ لا توجد مرافعات أو قضايا تُعرض هذه الأيام، أليس كذلك، أيها المحامي العبقري؟”

ضحك عمر وقال:

عمر: “إذن، تذهب السيدة سهام لعمل توكيل في مكتبك. وبعد العطلة، سنكون قد درسنا القضية جيدًا. ومع قليل من الحظ، سنربحها.”

نظر عمر إلى سهام التي كانت تلعب بسلسلة مفاتيح ذهبية داخل حقيبتها وقال مبتسمًا:

عمر: “طالما وصلت القضية إلى مكتبنا، لن ترجع ضيفتنا بخفي حنين.”

بعد أن خرجت سهام من المكتب، ذهبت إلى هدى لعمل التوكيل.

ثم سألت هدى عمر:

هدى: “لماذا جعلتِ التوكيل باسمك وليس باسم مكتب عمر عبدالله للمحاماة؟”

عمر نظر إلى الشارع من نافذة مكتبه حيث كانت سهام تركن سيارتها الفارهة، وقال مبتسمًا:

عمر: “لأننا نعمل مع ورثة المرحوم مسعود ابن علي، وأموالهم لها قيمة كبيرة. وأنتِ، يا هدى، ستكونين محامية فردية لهذه القضية. لا نريد أن نخسرهم بسبب خلافات.”

قالت هدى ضاحكة:

هدى: “يا لك من محامٍ ذكي!”

لكن عمر كان يفكر في سهام، وأخذ يلتفت إلى النافذة، ثم قال في نفسه:

عمر: “العجائز يعشقن الحسنوات، وي

يتبع…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights