2024
Adsense
الخواطر

لُعْبَة زماني مع حكاية أوجاعي

وداد بنت عبدالله الجابرية

في تلك الأزمنة البعيدة، ومع تلك الأوراق البيضاء، نرسم تلك الخطوط لكتابة الحروف، لتتسابق الدموع بالسقوط لتندمج قطراتها مع حبر أوجاعي، وليتها تطفي لهيب النار.

فنحن أصبحنا في زمن تلعب فيه المشاعر، ليأتي ذلك اللئيم ويرمي شباكه ويتصيد القلب بالكلمات الطيبة، ويدمرها بمتطلبات الحب الوهمي.

ها نحن الآن في لُعْبَة زماني مع حكاية أوجاعي. فكم من قلب كسر قلبًا صافياً نقيًا، وكم من حياة دمرت صاحبها! قيل بأن هذا وذاك تغيرت أحوالهم، فأين عقولهم؟ وقيل عن ذاك أنه انتحر؛ وكلها تدور في دوامة لُعْبَة زمان وتنتهي ليالي بحكاية أوجاع.

فكم من دمعة تسقط كل ليلة، وكم من آهات وصرخات وصلت عنان السماء، وكلها تدور في كلمة “أحبك”. فالحب ليس كلمة عابرة، الحب تضحية واهتمام.
الحب للأنقياء الأوفياء، وليس حب لحمقاء الاستغلال.
الحب هو أن تجد تلك الروح التي تشبهك لتكون أمانك وسندك. “فالرسول (صلى الله عليه وسلم) وجد في محبوبته الأمان والسند؛ فكانت هي من تقف معه في أشد المحن والصعاب، هي من صدقه، وهي من أعطته الثقة الكاملة.”

فأهم مفاتيح الحب هو “الصبر”، فقد “صبرت السيدة زينب” على مفارقة زوجها إلى أن دخل الإسلام، لتعود حياتهم لمجراها ويحتويها الحب والوفاء والإخلاص.

أما في زماننا، فقد ذهب الحب والوفاء ومات الإخلاص، لتنتشر سموم الأكاذيب، وتنهمر دموع التماسيح، لتكثر كلمة “أحبك” وتتبعها الكلمات، ليميل القلب في هواء السراب، لترتسم الخيالات وتنسج الأحلام خيوطها، لتقع في صاعقة الأوهام، وتصحوا من سباتها لواقعها المرير؛ فالحبيب قد رحل، والأحلام تلاشت، لتبقى الدموع تجري على الخدود، لتخرج تلك الآهات من ضيق الصدر، فماتت كل تلك اللحظات وماتت لُعْبَة زماني، وعاشت مع حكاية أوجاعي!

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights