الابتزاز الإلكتروني
إبراهيم اليعقوبي
جريمة باتت تهدد مجتمعاتنا وتؤرقنا، وتهدد مستقبل أبنائنا وبناتنا، وهي جريمة خطيرة تنتشر بسرعة واسعة بين أروقة مجتمعاتنا، ويتغلغل سمها إلى أبنائنا وبناتنا الذين هم عماد المستقبل وركيزة الوطن وشمعة الغد المشرق وأجيال المشرق والأمل المبتسم، جريمة يجب أن ننتبه لها بقوة وحزم وحذر ونجتث بذورها الخبيثة التي تنبت في مجتمعاتنا، ونقطع أغصانها التي مالت وتحاول المس بفلدات قلوبنا ، وتهدم بيوتنا وتفرق أسرنا، وتهاجم كل زوايا عروبتنا، إنها آفة وجرثومة تغوص في عمق ديارنا لتكسر وتحطم جذور طموحاتنا وأفكارنا وإبداعاتنا، وتثني عزمنا وتقدمنا، يجب أن نحاربها بشتى الوسائل، ونلاحقها بجميع الأسلحة والامكانيات المتاحة، ونعد العدة والخطط لهدمها وهزيمتها.
إنها جريمة نكراء قد تودي بمجتمعاتنا إذا لم نتكاتف ونرشد أبناءنا لعدم الوقوع فيها؛ فهي في الحقيقة فخ نصب ليصطاد أبناءنا ويحطم مستقبلهم ويهدم عزمهم ويكسر قوتهم، علينا أن ننتبه، نحذر، نراقب، نبعد عنها وعن الطرق المؤدية إليها، فمثلا لا نقوم بوضع صورنا وخصوصية منزلنا في المحمول، ومناسباتنا الاجتماعية، وعدم إعطاء أرقامنا السرية وحساباتنا في برامج التواصل الاجتماعي، وعدم إظهار بياتنا السرية لحسابات البنوك وايميلاتنا الخاصة بالأعمال المهمة، حتى لا يتم استغلالها ويتم ابتزازنا، وعدم تصوير أنفسنا وإرسال الصور للغير، تلك إحدى الوسائل أو أهم الطرق المؤدية للابتزاز الإلكتروني.
حقاً إنها آفة حلت بمجتمعتنا وباتت تنشر سمها بسرعة بيننا، والكثير منا تم اختراق حسابتهم وابتزازهم؛ لذلك علينا أن نعمل بكل جد لاجتثاثها والسيطرة عليها، ونحمي أبناءنا وبناتنا منها وأسرنا؛ لأنها بكل أسف إذا تفشت وسكنت في مجتمعتنا ستكون ذلك الزلزال المدمر والهدام، وسيؤرق كل فرد؛ فهي سم قاتل يستخدمه أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة لغرائزهم الشريرة ورغباتهم الجامحة في نشر الفضيحة وتشتيت المجتمعات، وإحلال الفوضى والخراب، هم فئة تغوص في عمق المجتمعات ويسكنون بين البشر ينشرون هذه العادة الذميمة التي يرفضها كل مجتمع وينكرها بكل قوة، وهي أيضاً تهديد وتدمير تستهدف بها المجتمعات لإحداث الثغرات وقلب تلك البيوت الآمنة إلى جحيم معتم وفضيحة نكراء، تقتل كل صفاء وود وهدوء وسلام، فلا بد أن يكون هناك رادع وحماية قوية تمنع حصول وتكرار تلك الابتزازات، وإنزال العقوبة التي تليق بتلك التصرفات التي تؤذي أمن وسلامة مجتمعتنا، ونقف بحزم وربط وضبط، ونتكاتف ونتعاون على مسح وطمس تلك العادة السيئة التي قد تحرق كل شيء جميل في حياتنا وحياة الأخرين، وتمسح كل طموحات وآمال الآخرين بوجودها وتشبثها وتركها تعبث بنا، فنحن قادرون بإذن الله على إيجاد وردع تلك التصرفات واجتثاثها من جذورها حتى نضمن ونؤمن مجتمعتنا وأسرنا، وننشىء أجيال المستقبل.
وأخيراً، إن الحرص كل الحرص وتوخي الحذر قدر الإمكان للجميع، حفظكم الله من كل مكروه وشر.