نزوى تحتفي بأدب التاريخ: جلسة أدبية تسرد تجارب السرد العماني برؤى إبداعية
نزوى – محمود الخصيبي
نظّمت إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة الداخلية جلسة أدبية بعنوان “الرواية التاريخية: تجارب وشهادات” بمشاركة نخبة من الأدباء العُمانيين تحت رعاية سعادة يونس بن علي المنذري، رئيس لجنة الشباب وعضو مجلس الشورى ممثل ولاية إزكي.
وشارك في الجلسة كلٌّ من الروائي محمد بن سيف الرحبي، صاحب رواية “ربيع الإمام”، والدكتور سعيد بن محمد السيابي، مؤلف رواية “جبرين.. وشاء الهوى”، والكاتبة فوزية بنت علي الفهدية، صاحبة رواية “حوراء نزوى” وذلك بمركز نزوى الثقافي
محمد بن سيف الرحبي: التاريخ بين السرد الفني وشخصية السالمي
تحدث الكاتب محمد بن سيف الرحبي عن روايته “ربيع الإمام” التي تتناول سيرة الشيخ نور الدين السالمي، أحد أبرز الشخصيات العمانية في مطلع القرن الماضي. الرواية -كما وصفها الرحبي- ليست مجرد وثيقة تاريخية، بل هي عمل سردي يزاوج بين الخيال والفن، محوّلًا أحداث التاريخ إلى لغة أدبية تروي مشروع السالمي في إحياء الوحدة العمانية.
وتأتي الرواية في قسمين: “الربيع سيأتي ولو متأخرًا” و*”الربيع يزهر على مهل”*، حيث يستعرض الكاتب رحلة السالمي العلمية والسياسية، بدءًا من طفولته وحتى وفاته عام 1914 في تنوف.
الدكتور سعيد السيابي: جبرين.. حين يصبح المكان بطل الرواية
من جانبه، تحدث الدكتور سعيد بن محمد السيابي عن روايته “جبرين.. وشاء الهوى”، التي تطرح تداخلًا بين الزمنين الماضي والحاضر، عبر صوتيْ الحارس وسائحة ذات أصول زنجبارية عمانية. الرواية تجعل من حصن جبرين محورًا للأحداث، حيث يتجلى المكان كبطل مطلق، مُحمّلًا بتفاصيل تاريخية وجمالية.
ويروي السيابي قصة حب تنشأ بين بطلي الرواية، ليكون حصن جبرين حلقة الوصل بين ماضي الإمبراطورية العمانية في زنجبار والحاضر العماني. وقد أشار الكاتب إلى أهمية المكان في تشكيل هوية الرواية، وحرصه على رسم صورة جمالية متقنة للحصن وأحداثه التاريخية.
فوزية الفهدية: نزوى.. تاريخ يبوح بحكايات الزمن
الكاتبة فوزية بنت علي الفهدية، صاحبة رواية “حوراء نزوى”، قدّمت سردًا ملهمًا، وصفت فيه التاريخ بأنه حكايات متتابعة تحمل رسائل مشفّرة. الرواية تسرد تاريخ ولاية نزوى عبر حلقات من الحكايا التي تنطلق من جبل الحوراء إلى أزقة الحواري والقرى العمانية القديمة، بطرح يُحيي التراث بأسلوب عذب ولغة حنين متميزة.
وأكدت الفهدية أن الحكاية هي مفتاح فهم التاريخ، وأنها تسعى في روايتها لكشف جوهر الزمن العماني والحنين إلى ماضي نزوى العريق.
ختام الجلسة وتكريم المبدعين
في ختام الجلسة، تم تكريم الأدباء المشاركين والفائزين في مسابقة تصوير المفردات الثقافية، حيث حصدت المصورة سمية بنت حميد الهنائية المركز الأول، تلاها المصور لؤي بن محمد الغساني في المركز الثاني، بينما جاء في المركز الثالث المصور منذر بن سالم الهنائي.
وقد اختُتمت الفعالية بافتتاح معرض خاص يضم الصور المشاركة، والذي عكس تنوع الرؤى الإبداعية وجمال التفاصيل الثقافية. تميّزت الفعالية بحضور لافت وتفاعل كبير من الحضور،
حيث نجح الأدباء والفنانون في إحياء التاريخ العماني بأسلوب فني عميق وسرد بصري مؤثر. ليُشكّل هذا اللقاء محطة ثقافية مضيئة تُضاف إلى الذاكرة الأدبية لمدينة نزوى العريقة.