وداعاً لعام الأحزان، ومرحباً بعام الأمل
ميمونة بنت علي الكلبانية
وها هي ذرات هذا الشهر تتناثر الواحدة تلو الأخرى، لتكتب نهاية السطر لعام حزم حقائبه، ولم يبقَ سوى القليل ليعلن مغادرته. إنه العام الذي ترك في أنفسنا ذلك الأثر الذي لن يُمحى مهما حاولنا، ووشم في عقولنا دروساً كان لها ثمناً غالياً من الألم والأشجان.
كيف لنا أن ننساك وأنت الذي بفضلك تيقظت جوارحنا النائمة؟ أعلم أنك كنت قاسياً بعض الشيء، فيما عيّشتني من ألم وكسر لم يكن سهلاً.
لقد تلاشيت وانهرتُ على الأرض، مثقلة بهموم نخرت جسدي الذي لم يستطع حملها. لياليك كانت شديدة الظلام، أرعبتني، ولم أجد فيها من يؤنسني.
بقيتْ عيناي معلقة على الجدار تنتظر يداً تربِتُ عليّ لتطمئنني وتبرد تلك النار المضطرمة داخل صدري. أثارت الحروق ورفضت أن تزول، فتربعتْ كالندبة في سويداء قلبي. لكنني كنت أعلم أنها فترة وستنتهي، وحقيقة لقد انتهت وانقضت.
وها أنا ذا بكل صلابة أقف والابتسامة تترقرق على محياي. أعلنتُ انتصاري عليك أيتها الحياة، فكل تحدياتك وعراقيلك لم تستطع إخضاعي.
كنت أعلم وجداً ومتيقنة أن جبري قريب، وأن الخير يكمن فيما اختاره الله.
والحمد لله كان لي العوض في الوقت المناسب، فقد قرّت عيني بجبرٍ محا ما خلّفته بشاعة الأيام.
وها أنا ذا على حافة هذا الشهر، مستعدة لاستقبال عام جديد، بتجارب ودروس جديدة. فأسأل الله أن يوفقنا ويرزقنا من حيث لا نحتسب، ويفرج همومنا. بإذن الله تعالى سيكون عام العوض، فطالما لنا ربٌّ يقول للشيء كن فيكون، لن نتراجع ولن نتلاشى.
سنصمد حتى نهاية المشوار، وبإذن الله سنختمه بالنجاح والتألق.
شكرًا لكِ 2024 على كل ما منحتيه لنا.