مسقط – النبأ
أقامت وزارة الصحة اليوم الأربعاء اليوم العلمي الأول لتجربة المريض تحت شعار “معا في الرعاية: صياغة تجارب استثنائية للمرضى” وهو برنامج أطلقته وزارة الصحة بهدف تمكين المريض وذويه من المشاركة في تحسين خدمات الرعاية الصحية باستبانة رقمية تعكس انطباعهم وملاحظاتهم ومرئياتهم بعد الحصول على الخدمات الصحية المختلفة في المؤسسات الصحية في مختلف مراحل تلقي الخدمة، وذلك بفندق جي دبليو ماريوت بمسقط.
استهدف اليوم العلمي لتجربة المريض العاملين في القطاع الصحي من وزارة الصحة، والمدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمينة، والمدينة الطبية الجامعية، والمجلس العماني للاختصاصات الطبية، والمديرية العامة للخدمات الطبية بالديوان، ومن مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان2040.
رعى حفل افتتاح اليوم العلمي، معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي -وزير الصحة-بحضور أصحاب السعادة وكلاء الوزارة، وبحضور الأستاذ عبدالرحمن عقاب المالكي، مساعد المدير العام لمركز تجربة المريض بوزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية؛ الذي استعرض تجربة المملكة في مجال تجربة المريض، وتبادل وجهات النظر والأفكار مع المشاركين، واطلع أيضا على تجربة سلطنة عمان في هذا الجانب.
تضمن اليوم العلمي لتجربة المريض العديد من المحاور والحلقات النقاشية والمحاضرات العلمية التي تناولت الرحلة الناجحة لتجربة المريض المطبقة حاليا نحو رؤية 2040، ومحور تعزيز تجربة المريض بالاستبانة، كذلك مراحل الارتقاء برحلة تجربة المريض في مستشفى جامعة السلطان قابوس بالتغذية الراجعة، ومبادرات التثقيف الصحي ومبادرات الدعم الاجتماعي حول هذه التجربة، ودور التكنولوجيا في تجربة المريض، ونوقشت في اليوم العلمي لتجربة المريض أيضا طرائق تحسين تجربة المريض بتطبيق التكاملية في الرعاية الصحية، وبناء الثقة: إستراتيجيات الاتصال لتجربة إيجابية للمريض، وتمكين المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية من أجل تحسين التجربة.
يعد المشروع ضمن البرامج التي تحقق مستهدفات رؤية عمان ٢٠٤٠، وكانت قد أطلقت استبانة لتجربة المريض في تطببق الشفاء بعد الانتهاء من الخدمة في العيادات الخارجية، والطوارئ والتنويم، كذلك ستُواءم هذه التجربة مع المنصة الوطنية للشكاوى والمقترحات عند إطلاقها مع تحليل البيانات في لوحة معلومات تتحدث تلقائيا وتتيح تحليل البيانات مما يسهل اتخاذ القرارات، كذلك وُضعت إستراتيجية عمل لتجربة المريض تشمل جميع الأدوات العالمية المعتمدة لقياس التجربة إضافة إلى الاستبانة، ونشرت ثقافة تجربة المريض لجميع مقدمي الخدمة مما يسهم في تحسين الخدمات وتجويدها.
وقالت الدكتورة عبير بنت عبدالله المعمرية رئيسة فريق تجربة المريض، مديرة دائرة خدمات المرضى والمراجعين في وزارة الصحة: “إن تجربة المريض هي كل ما يمر به المريض، ويسمعه ويشعر به في أثناء تلقيه الرعاية الصحية في جميع مراحل رحلته العلاجية وهي تتمركز حول المريض الذي يعد وعائلته شركاء في تخطيط الرعاية الصحية المقدمة وتطويرها وقياسها لتكون مناسبة لاحتياجاتهم.
وأضافت أن قياس تجربة المريض تسهم في الارتقاء بالمستوى الطبي وزيادة ثقة المرضى بالمنشآت الطبية وتوطيد أواصر العمل الطبي والإنساني المشترك بين مقدمي الخدمة ومتلقيها على جميع الأصعدة كما تُوجِد الشراكة الفعالة بينهم؛ مما ينعكس على تحسين جودة نتائج الرعاية الصحية ومأمونيتها.
وتابعت: “من هذا المنطلق ولأهمية قياس تجربة المريض في تحفيز التنافس في خدمة المرضى وتعزيزا للشفافية أطلقت استبانة المريض في مايو 2023م لتقيس إلى أي مدى يكون المريض راضٍ عن الخدمة المقدمة له”.
وأشارت إلى أن هناك تغييرات جذرية في العديد من التجارب والمؤشرات، ولكل تجربة خصوصيتها، وأدواتها ومستهدفيها وكذلك مقاييسها، وأكدت أن قياس تجربة المريض تأتي كونها أولوية في النظام الصحي، حيث تنطلق هذه الأهمية من المريض نفسه فهو محور اهتمام القطاع الصحي والمستهدف الأول فيه، وقد أولى معالي الدكتور الموقر اهتمامًا خاصًا بتجربة المريض، كونها أحد ركائز الحوكمة التي تعد محورا أساسيا في رؤية عمان 2040، كذلك اعتمد معاليه تجربة المريض خريطةَ طريق يمكن منها تحسين وظائف القطاع الصحي؛ وتجويد خدمات الرعاية الصحية ووسيلة تدفع بالعدالة والشفافية والمساءلة، وتسهم في صنع القرار بإشراك المرضى وأسرهم بما يسهم في تحقيق نتائج صحية فضلى.
واختتمت أن الارتباط المباشر بين تجربة المريض والقيادة، أمرٌ في بالغ الأهمية؛ إذ أسلفنا أن لقياس هذه التجربة وللانطباعات الواردة عنها دور مساعد في اتخاذ القرار بالأخذ بنتائج التجربة العلاجية للمريض مع الخدمات الصحية المقدمة له، ومع مقدم الخدمة أيضا حيث تعكس مدى استفادته منها، وتأخذ باقتراحاته وملاحظاته من أجل تجنب القصور مستقبلا أو تحسين الخدمة، ومعرفة مدى النظرة إلى مجمل تجاربه مع تلك الخدمات في مدة العلاج.
من جانبه قال الدكتور صالح بن سيف الهنائي عضو فريق تجربة المريض، استشاري أول طب الأسرة: “إن تجربة المريض ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي عنصر أساسي لتحقيق التوازن بين توفير رعاية صحية عالية الجودة وتعزيز النمو المستدام للمؤسسات الصحية، حيث إن الاهتمام بتجربة المريض يُعد استثمارًا في صحة الأفراد ونجاح المؤسسات، وعنصرًا حيويًا لكل منهما على حدٍ سواء، وتؤثر في نتائج الرعاية الصحية، وسمعة المؤسسة، واستمرارية تقديم الخدمة بكفاءة”.
وعن أهمية تجربة المريض للمريض قال الدكتور صالح الهنائي: “إن تحسين جودة الرعاية الصحية هي تجربة إيجابية تعزز شعور المريض بالثقة والراحة، مما يُسهم في تحسين استجابته للعلاج والتزامه بالخطة العلاجية، وتعزز الدعم النفسي والعاطفي لديه، مما يُؤثر إيجابًا في سرعة التعافي، كذلك تفاعل المريض مع فريق طبي متعاطف وبيئة علاجية مريحة يُقلل من التوتر، خاصة في الحالات الحرجة أو طويلة الأمد.
وتابع: تكمن أهمية تجربة المريض للمؤسسة الصحية في إسهامها في تحسين السمعة والمصداقية، حيث تعد تجربة إيجابية تعزز ثقة المجتمع بالمؤسسة وتُساعد في بناء سمعتها، وزيادة الولاء واستمرارية الرعاية: المرضى الذين يحظون بتجربة مرضية جيدة يميلون إلى العودة إلى المؤسسة لنفسها، مما يزيد من استمرارية الرعاية الصحية لهم ويحقق نتائج صحية فضلى، والوصول إلى رضا المرضى يرتبط بتحسين النتائج الصحية، مما ينعكس على مؤشرات أداء المؤسسة.
وأشار: إنه يحقق ميزة التنافسية في ظل تزايد المنافسة في قطاع الرعاية الصحية، حيث إن تجربة المريض معيار أساسي للتميز عن المؤسسات الأخرى وتؤدي إلى تقليل الشكاوى وتحسين الكفاءة والحظي بتجربة متميزة تزيد من رضا المرضى، مما يُخفف الضغط على الإدارات المسؤولة عن شكاوى العملاء”.
وقال أحمد بن هلال بن بدر البرواني، عضو فريق تجربة المريض، مدير دائرة الشؤون الإدارية بالمدينة الطبية الجامعية: “إن تجربة المريض هي كل ما يراه ويسمعه المريض ويشعر به في أثناء رحلته في المؤسسات الصحية بما في ذلك الرعاية التي يتلقاها من خطط الرعاية الصحية، والتعاملات مع الجميع في المؤسسة وغيرها من مرافق الرعاية الصحية، وهي جزء مهم من جودة الرعاية الصحية التي تشمل العديد من جوانب تقديم الرعاية الصحية التي يقدرها المرضى بشدة عندما يطلبون الرعاية الصحية أو يتلقونها، مثل الحصول على المواعيد في الوقت المناسب، وسهولة الوصول إلى المعلومات، والتواصل الجيد مع مقدمي الرعاية الصحية”.
في الختام كرم معالي الدكتور هلال السبتي أعضاء فريق تجربة المريض والمشاركين في اليوم العلمي، واطلع معاليه برفقة الضيوف الحاضرين على معرض للملصقات العلمية في مجال تجربة المريض أقيم على هامش الحدث العلمي.
