2024
Adsense
قصص وروايات

يوم عرفة…رحلة القلب والروح

سلسلة نُسك

محمود الخصيبي

أدرك أحمد وسالم أن الحج ليس مجرد رحلة في الأرض، بل هو رحلة في أعماق الروح والقلب.

في يوم عرفة، وقف أحمد ينظر إلى السماء، بينما ينبض قلبه بالقرب من الله، يعود ذهنه إلى لحظات طفولته، وكيف كان يحلم بالوقوف هنا مرة في حياته، وبينما يرفع يديه بالدعاء، يشعر بالسلام والحماية تحيط به، ويصلّي ويقرأ القرآن بتدبّر كما الطير الذي يحلّق في السماء بحُرّية وسعادة بأجنحته التي تحمل أمانيه وأحلامه، ويشعر كالطفل الذي يعود بذهنه إلى لحظات طفولته، ويحلم بتحقيق ما يصبو إليه في يومٍ من الأيام.

وفي نفس الوقت، كان سالم يرفع يديه نحو السماء، يطلب السموحة والتوبة.

لقد كان يحمل في قلبه أمنيات كثيرة، وكان يأمل أن يجد هنا في يوم عرفة ما كان يبحث عنه.

سأل سالم أحمد:

ماذا يفعل الحجاج يوم عرفة؟ قال أحمد:

يبدأ الحجاج بالصعود إلى جبل عرفات، حيث يؤدون صلاة الظهر والعصر، يلي ذلك الوقوف بعرفات، حيث يتوجه الحجاج بتضرعاتهم وأمانيهم إلى الله، يستغفرون ويدعون لأنفسهم ولجميع المسلمين لينالوا رضا الله تعالى.

وكانا يتأملان في عظمة اللحظة التي كانا يعيشانها، ويتأملون في رحمة الله وكرمه، وكيف أن يوم عرفة هو يوم الغفران والرحمة. وعندما كانا يستمعان لخطبة عرفة، كانت تتساقط دموعهما وهما يستغفران ويتضرعان لله بقلوب مشتاقة.

وكان سالم يروي لأحمد قصص الأنبياء والصالحين، حاكياً عن أخلاقهم الحميدة وإيمانهم الثابت. ومع حلول غروب الشمس، رفعا أيديهما نحو السماء يسألان الله العافية والرحمة.

وهكذا مرّ يوم عرفة بسلام وهدوء.

امتلأ قلباهما بالإيمان والدعاء، ووجدا في هذا اليوم فرصة للتوبة والاستغفار.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights