دور الحركة الكشفية في تعزيز الاستدامة البيئة في سلطنة عمان

وردة بنت ربيع التميمية
تُعد الحركة الكشفية والإرشادية بطبيعتها حركة تطوعية تستمد رؤيتها من البيئة والمجتمع، حيث يرتبط نشاطها بشكل مباشر بالحفاظ على البيئة وصون مواردها الطبيعية. تعتبر الطبيعة المسرح الحقيقي لأنشطة وبرامج الحركة الكشفية، ما يجعلها شريكًا أساسيًا في تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع.
منذ تأسيس الحركة الكشفية في سلطنة عمان عام 1932، ساهمت بشكل فاعل في تعزيز الوعي البيئي والمحافظة على الموارد الطبيعية. وتجسد الحركة دورها من خلال غرس القيم البيئية لدى منتسبيها وتشجيعهم على المشاركة في الأعمال التطوعية التي تخدم البيئة والمجتمع.
تحتفل السلطنة بيوم البيئة العماني الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام، إذ تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الوعي البيئي وتشجيع المجتمع على زراعة النباتات والحفاظ عليها. كما كان للجوالات دوراً ملحوظاً في مشروع غرس النباتات في مختلف أنحاء السلطنة.
يأتي الاحتفال بيوم البيئة انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي الحاثة على الغرس والزراعة، وإدراكًا لأهميتها في حياة الإنسان ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة. تسهم الأشجار في تنقية الهواء من الملوثات، تخفيف درجات الحرارة، وتوفير الظلال للإنسان والحيوان على حد سواء. كما تضفي المساحات الخضراء جمالاً خاصاً على المدن؛ مما يعزز من الصحة النفسية للأفراد ويحقق مبدأ الإحسان إلى الأرض التي دعا إليها الإسلام.
دور عشيرة الجوالات في التوعية والمشاركة المجتمعية:
تسعى عشيرة جوالات نادي سمائل إلى توعية المجتمع بأهمية الزراعة من خلال الحملات الإعلامية والنشرات التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تهدف إلى تقديم نموذج يحتذى به في العمل التطوعي من خلال مبادراتها، لتشجيع الآخرين على الانخراط في مثل هذه المشاريع البيئية التي تعود بالنفع على الجميع.
بهذا الدور الحيوي، تؤكد الحركة الكشفية والإرشادية في سلطنة عمان التزامها تجاه البيئة واستدامتها؛ مما يسهم في تعزيز جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية، فضلاً عن إظهار السلطنة كوجهة مستدامة للسياحة والعيش الكريم.