الأحد: 27 أبريل 2025م - العدد رقم 2533
Adsense
مقالات صحفية

كيف تتعامل مع الشخصيات المسمومة: دروس من السيرة النبوية

د. رضية بنت سليمان الحبسية

​تواجه المجتمعات أحيانًا أفرادًا يُعرفون بشخصياتهم السلبية أو المسمومة، والتي تؤثر سلبًا على من حولهم، وتُعرّف هذه الشخصيات بأنها تلك التي تتسم بالسلبية، وتستخدم أساليب مثل النقد اللاذع، التهكم، الغيرة، الفتنة، والتلاعب، ما يؤدي إلى خلق بيئة سلبية، تؤثر على المحيطين بهم.

ومن الأهمية بمكان فهم دوافع تلك الشخصيات، فبعضهم قد يعاني من مشكلات نفسية أو اجتماعية. وللتعامل مع هذه الشخصيات، هنالك العديد من الدروس المستفادة من السيرة النبوية لسيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم)، كالتحلي بالصبر. فمن أبرز سمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الصبر، فقد واجه العديد من الشخصيات السلبية، سواء في مكة أو المدينة، فعندما تعرض للأذى من قريش، كان صبره نموذجًا يُحتذى به.

كذلك الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ}-(النحل: من آية: 125)؛ لذا يجب علينا التعامل مع الشخصيات المسمومة بأسلوب يُعزز من الإيجابية، كأن نُقدّم لهم النصيحة بلطف، وذلك تجنبً لحدوث صراعات أو نزاعات، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتجنب الدخول في مشاحنات مع من يسعون لإثارة الفتنة، فبدلاً من الرد على الإساءة بالإساءة، كان يُفضل تجاهلها أو الرد بطريقة تعزز من السلام.

كما أن الابتعاد عن السلبية، تُعدّ طريقة فعّالة في التعامل مع هذه الشخصيات، فإذا كانت الشخصية المسمومة تؤثر سلبًا على صحتك النفسية، فلا بأس من اتخاذ مسافة كافية، ويكون التعامل معهم محدودًا في حدود المهمات التي تتطلب الاحتكاك بهم، خاصة في بيئات العمل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله” (رواه أبو داود)، ونفهم من ذلك أن اختيار الأصدقاء الإيجابيين يعزز من صحتك النفسية؛ لذا فإن الحرص على اختيار المحيطين بك، وسيلة جيدة في تجنب تأثير تلك الشخصيات.

فضلًا من أن الدعاء هو سلاح المؤمن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء لأعدائه بالهداية، ويمكن أن نطلب الله أن يهدينا ويهدي الشخصيات المسمومة من حولنا، فلعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمرًا.

ختامًا: إنّ التعامل مع الشخصيات المسمومة يتطلب حكمةً وصبرًا، فمن خلال الاقتداء بسيرة حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، يمكننا أن نتحلى بالأسلوب الأمثل في مواجهة هذه الشخصيات؛ حرصًا على نشر الإيجابية بين الناس والابتعاد عن السلبية، لتحقيق السّلم الاجتماعي المنشود بين فئات المجتمع الواحد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights