السبت: 26 أبريل 2025م - العدد رقم 2532
Adsense
مقالات صحفية

من وقفة سلمية واعتصامٍ إلى اتهاماتٍ وتراشق بالكلام

   ماجد بن محمد الوهيبي

حينما تختلط المفاهيم على بعضهم وتتشعب النوايا فيغيب المقصود ويتخبط في الحديث الحضور، وفي المقابل هناك من يتابع ويتربص على وسائل التواصل فيتصيد الزلات ويبدأ في التصعيد وجمع الحطب؛ ليضرم نار الفتنة بكلمة من هنا وهناك.

وفي مثل هذه الوقفات السلمية التي كانت الوجهة فيها أصلًا فلسطين وغزة تجد بعضهم يخرج عن المألوف ويختلط الحابل بالنابل ويندس في هذا الجمع الذئب مع الخروف، والكلمات كالرصاص إذا خرجت؛ فإما أن تصل بها لهدفك وترفع شأنك وإما أن توصلك لسقوطك المدوي فيلازمك ندمك على تهورك وفشلك.

ويتبين ذلك من خلال الطرح، فمن تكلم عن القضية وكل ما يمس القضية وأشار إلى العدو وكل ما يربط بالعدو وتوجهاته والحث على معاداته ومقاطعته ومقاطعة منتوجاته وطرح الأراء والحلول المعقولة؛ فهذا تبين للجميع قصده ومسلكه، ومن أراد الانحراف عن هذه الوجهة فكذلك هذا معروف أيضًا؛ فلا لشق وحدة الصف ولا للهمز واللمز والدعوة إلى إثارة النعرات وتعكير الصفو.

ومن خلال التصوير ونشر المقاطع

على وسائل التواصل تبدأ الخلايا المتربصة بالتحليل والتدوير والمكر الممنهج المرير، ومن كان به ذرة من حكمة يزن الأمور بميزان العقل والحكمة؛ فلماذا نفتح لأنفسنا بابًا يلج منه الذي في قلبه مرض ليبدأ الهمز واللمز والتحريض؟!

إن بعضهم لا بد أن تخرسه بالرد عليه وتلقم فمه حجرًا ليسكت، وقد لخصت رأيي في تغريدة كتبتها منذ أيام قلت فيها: ‏”غزة كل يوم تموت ونحن لا نزال نشجب ونستنكر ونندد وندين بالله عليكم هل هذه الوقفات وهذه اللافتات تغني وتُسمن من جوع؟ شعارات براقة منذ سنين لم تنقذ كهلًا من القصف ولا طفلًا في المهد ولا حتى رضيعًا أو جنينا، أرونا من شهامتكم وجاهدوا في سبيل الله فالظلم شينٌ والصمتُ عن الظُلم دَيّن”.

وهذا ليس تقليلا من شأن هذه الوقفات أو من حضر فيها أو الطعن في صدقه وإخلاصه،لا، ولكن منذ متى ونحن على هذا الحال، وكذلك من سبقنا من أجيال؟ ورقعة الاستيطان تتمدد وتتكاتف قوى الشر من كل حدب وصوب على هذه البقعة الجغرافية المقدسة، ونحن من أكثر من نصف قرن نشجب ونستنكر ونندد وندين!!

فمثل هذه الوقفات السلمية كما يطلق عليها لا أرى منها سوى الصراخ وتربص من يتربص وتعدد النوايا، والله أعلم بالنوايا؛ فكل واحد لا يعرف نية الآخر في هذا الجمع لا سيما في هذا الزمان الذي تنوعت فيه الفتن وكثرت فيه الإحن، ووطننا العزيز أحوج ما يكون الآن للوقوف في وجه كل متربص ومحرض.

حفظ الله عُمان قيادة وحكومة وشعبا، ونصر الله أهل غزة وفلسطين على أعداء الحق والدين، وعجل بهلاك الصهاينة المعتدين ومن والاهم أجمعين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights