من السارق؟
وداد بنت عبدالله الجابرية
تساءلتُ كثيراً من السارق؟! هل غفلتنا ولهونا ولعبنا في دنيا الفناء، أم الموت؟!
فلن أجد تلك الإجابة المقنعة، لأقنع نفسي وغيري، بأن الموت لا يسرق أحداً، بل ينقل تلك الروح النقية إلى مكان آخر يشبه ذلك النقاء، فذلك المكان الذي يخاف منه بعضنا بسبب نقل المصير..
إعلم بأنك لست مخلداً في هذا المكان، ولو نظرت لنفسك، لوجدت حالك يتغير بين الثواني قبل الدقائق..
أن تنتقل من تلك المرحلة لمرحلة أخرى، فكذلك روحك، تنتقل من مكان إلى آخر من نقاء بسيط إلى نقاء عظيم، من محيط مقتصر إلى محيط مكتمل، فلا تسأل من السارق، فمن الأكيد بأن غفلتنا هي من سرقتنا، سرقت سعادتنا وراحتنا، سرقت منا اللحظات الممتعة التي نجهد فيها أرواحنا لملذات الدنيا، لتشغلنا عن فلذات أكبادنا، وحين يدركنا الموت نستصرخ ونقول؛ بأن الموت سرقهم منا، وننسى ذلك السارق الحقيقي.
إسأل نفسك، كم مرة جلست مع والديك دون تفكير بشيء من أعمالك؟!
كم مرة أخذت طفلك بحضنك، والشوق يفيض منك، وتارك خلفك ما يمنعك من لقائهم؟
طبعًا لن تتذكر الأيام التي مضيت فيها مع عائلتك دون تفكير بإتمام تلك الأعمال التي لا تنتهي، فأعمارنا ستنقضي، وأشغال الدنيا مستمرة.