فصول قلبك
وداد بنت عبدالله الجابرية
وكأن الأحلام أصبحت واقعًا، فقد كنت أظن بأن السماء تمطر ماءً، فلم أكن أعي بأن سيأتي غيثًا يشبه الماء في صفائة ونقائه، ماءً يروي روحي وقلبي، فقد أتيت غيثًا أزهر ربيع قلبي وحياتي، فالحمد لله على جميع النعم، فأنت أجمل نعمة وأجمل هدية أتتني من الرحمن، روحاً وقلبًا يشبهني تمامًا، فكم كنت أقول لنفسي بأن هناك روحًا تشبهني، فقد وجدتك نصفًا لتكتمل روحي بروحك، فالحمد لله على نعمة الحب.
لا تجرحنا الكلمات ولا العبارات والمقاطع التي نشاهدها كل يوم، ولكن هناك شيء أقوى منها وهو الإهمال، فالأهمال هو من يجرحنا بعمق، فعندما نشعر بالأهمال، هنا أحسسنا بأننا نبذنا من قلب المحب؛ فالإهمال يقتل تلك الروح النقية.
فأعددت دفاتري وأقلامي، لأكتب تلك المسافة التي تبعد قلبك عن قلبي، فأخبرني هل أحسبها بالساعات، أم بالمسافة؟ فلا أعلم من منهم الأقرب، لأخذها حجةً لبعدك.
هل نشتكِ ألمًا؟! أم نشتكِ وجع الفراقِ؟! فهو الوحيد الذي لا نعلم أين العضو الذي نشعر بألمهِ، فهو العضو الوحيد الذي لا نعلم ما شكله، فكل الأعضاء نعلمها، إلا ألم الفراق، فليس له عضواً ولا دواء، ورغم ذلك نقول بأنه ألم.
وسط المخاليق تتعال الأصوات فلان وفلان، واسمك بين فلان وفلان، فهل هكذا يفعل النسيان؟! فكل مكان محاط بضجيج، ضجيجُ لا ينتهي وعقلُ لا يمل من رسم طيفك كل يوم، بل ثواني ودقائق، ففي كل ثانية أرى طيفك يداعب خيالي، فهل هكذا أستطيع النسيان؟!
ما هو الحب؟! فبعضهم يقول بأن الحب شيء جميل، وبعضهم يقول بأنه ألمٌ يضعف العقل ويقتل الروح، فمن منهم الصادق؟! هل الحب جميل أم الألم؟! فكم من روحٍ قتلت بسبب الحب، وكم من روحٍ أحيت بالحب، فأما أنت ماذا تقول عن الحب؟!
قيل لي بأن هناك فصول لقلبك، تسألت كثيراً ما هي فصول قلبي، فأنا لم أتعلم في دارستي بأن هناك فصول للقلب، ولكن هنا علمتني الحياة بأن هناك فعلًا فصولًا لقلبي، فعلمت بأن تلك الفصول تأتي حينما تجد روحًا تنظر إليها تجدهاً قمراً منيراً لتبهج حياتك وروحك، وفي يوم تجدها شمسًا تحرقك، وبين أوقات تجدها غيمة تمطر لحظاتك بهجة وسعادة.