2024
Adsense
الخواطر

فتاة ناضجة

بشاير بنت سليم الرحبية

أمشي بلا وجهة في مكان مظلم، معتم ودامس، خلفي شجرة خضراء، وفي هذه الظلمة أراها مائلة إلى اللون الأخضر المظلم..
أوه نعم، إنها شجرة التفاح!…
وقفت لوهلة خلف شجرة التفاح، أحسست بشعور الطمأنينة، الرياح نثرت خصلات شعري في وجهي، لا أبعدها لأنني أشعر بالطمأنينة، نسيم عليل، جو هادئ، حياة لوحدي؛ هذا كل ما أتمناه.

تلف الرياح خصلت شعري بهدوء وسلاسة، تجعله ينساب بكل أريحية في ظهري، ألبس فستاني المغطى بالكريستالات والذي اشتريته من إحدى المتاجر، لقد جذبني بتصميمه الذي يندرج من تصاميم العصر الفكتوري، خداي الجميلين وشفتاي المحددة تحديد متقن من قبل خالق ومفصل وأعطى الجمال التي تتضح بوضوح، وترتسم وبكل وضوح على ملامحي الهادئة وجمالي الرباني، وعيناي البنيتان التي تشبه البن اليمني.

مشيت بهدوء بلا وجهة في مكان لا أعلم ما هو، مكان مريح جداً، مكان كم تمنيت أن أسكن بقربه، مكان يجعل قلبي يتنفس وعقلي يفبرك كل الذكريات القديمة ويحولها إلى سعادة. البحر الذي أنظر إليه وتنعكس فيه صورتي الجميلة، يا لجمالي!

لا أعلم من أين أتت هذه الثقة وكيف أتت، تغلبت على خوفي أصبحت اكثر نضجاً، نرجسيتي تغلبني، تجعل صورتي جميلة أينما حللت وذهبت!

مسحت على عيناي الجميلتين، ومسكت رموشي التي أشبه بأن ما وضع عليها ما يقال عنه(الماسكارا)، طويلة كثيفة، كم تعجبني عيناي، كم يعجبني أن أرى صورتي، أرى عيناي! أراها في المرآة يومياً وإذا لم أراها ليوم أحس بفقد شيء ما، شيء كبير في حياتي.

جلست في صخرة بالقرب من البحر، شعري اللامع بلمعان غريب خشن؛ ولكنه يتمتع بالكثافة التي تعجبني فيه، تحمله الرياح يميناً ويساراً، إذا به شخص مجهول يجلس بجانبي لا أعلم من هو ومن أين أتى؟! كنت لوحدي ولم أشعر بوجوده.. آه يا عقلي، هل أصبحت تتخيل ما هو مجهول؟!

بدأ ذلك الكيان يتغزل بجمالي. أوه، يا لها من ضجة في عقلي وواقعي، أظن أنني تهت ولن أعود.. وداعاً يا نفسي، نرجسيتي أرجوكِ هوّني عليك، أصبحت تري كيانات تتغزل بجمالك وترمي كلماتها الشعرية بكِ. أووه، لقد تعبت، طردت الأفكار من عقلي ورجعت إلى البيت وأنا أضحك برقة…!

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights