الثلاثاء: 7 مايو 2024م - العدد رقم 2131
الخواطر

حدث وحادثة

جنان السلامية

المطرُ ضيفٌ عزيز، وعزيزٌ جداً.. يكون احتفاؤنا به لا يوُصف، فالمطر يعمّرُ الدنيا فرحاً وسعادة، ولا يختلف اثنان على جمالية وحيوية القطرات المتساقطة من السماء في حياة كل شيء على هذه البسيطة؛ فهو أجمل وعود السماء المحملة بالخير والبركة، ويقال أيضاً أنّ للمطر وجهاً آخر غير الذي نعلم إذا جُنّ سيله وفاض على حاجته جرف البيوت وأهلها وأغرق الأخضر واليابس.

ما حدث اليوم ورغم إيماننا العميق المُطلق بقضاء الله وقدّره والمشاهدِ المأساوية المحزنة التي رأيناها اليوم في منخفض المطير وما عانته بعض من محافظات وولايات السلطنة-والإشارة هنا إلى ولاية المضيبي وسمد الشأن- من حيث تأثرها بمستوى هطول الأمطار الغزيرة وما تبعها من إنجراف ونزول الأودية بشكل غير مسبوق، فلم نعتقد أو حتى نجزم أن نرى مثل هذه المشاهد ونحن في بلد تراكمت عليه الخبرات في التعامل مع هكذا أنواء مناخية. منخفض تم الإعلان عنه قبل اليوم بعدة أيام من قبل اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، إعلان اعتمد على أحدث التقنيات المتوفرة والرادارات المتطورة في العالم لرصد أحوال الطقس، وما تبعه هذا الإعلان من تنبيهات متسلسلة بغزارة الأمطار وشدتها، حدث اليوم قاس وكارثي ساد فيه الغضب والحزن معاً، هو حدث بمثابة الدرس الذي لا يُنسى، والتي رحلت معه الأرواح البريئة لمجرد خروجهم في يوم ماطر يحملون حقائبهم على ظهورهم، متجهين إلى مدارسهم في بداية أسبوع جديد، ودعوات ذويهم تحفهم بالخير والتوفيق والسداد، خرجوا ولم يهتم أو حتى يقدّر عواقب خروجهم في هذا اليوم ويتحمل مسؤوليته أحد، فأضعف الإيمان حينما تم تقييم الحالة الجوية ومدى تأثيرها المباشر أن يأتي بالمقابل التقييم الأهم، تقييم الحالة الإنسانية في هكذا أجواء؛ كتعليق الدارسة من مبدأ الأمن والسلامة، فكل شيء يمكن تعويضة إلا الأرواح التي رحلت.

أعان الله أهلهم وذويهم، وربط على قلوبهم في هذا المصاب الجلل، وتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، ونحن بالكاد ننهي فرحة العيد.

نعم، أنه فقد عظيم ومصاب جلل، ندعو ونطالب أن لا يمر هذا الحدث دون تحقيق، يتبعه صدور بيان رسمي بنتائج التحقيق وتحديد الجهات المسؤولة مع تحميلها وتحمُلها المسؤولية كاملة، لتفادي تكرار مثل هذه الخسائر مستقبلاً. لن ننسى أن نبعث بتحية شكر لبواسل عُمان‬⁩ الأوفياء، وجنودها المخلصين، وأبطالها من حملوا الإنسان والوطن على أكتافهم، فكما عهدناهم دائمًا جاهزون عند أول نداء من أجل الوطن وأبنائه.
فسلاماً وأمناً وأماناً لعُماننا العظيمة، وقائدها المفدى وأبنائها الكرام الأوفياء..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights