عصماء بنت محمد الكحالية
هناك حيث الذكريات تتعثر صفحاتي المطلوبة، رسمت بقلم التفاؤل هامات الأحلام على أكتاف الزمن، تلك التي ما زالت تحاصرني من الجهات الأربع، أنسدلت العبرات يجرفها الحنين، تكسرت أوراقي وشتت أفكاري وضاع مني الماضي؛ فتلاشى الحبر من سطوري إثر دموع جرفتها مقلتي، حيث الأماني تتجدد في ولادة فجر جديد ولدت النسمات الباردة، واستيقظ نور الفجر خلف التلال يعانق خيوط الشمس، وفي ذاك المشهد بدت تظهر ملامح الابتسامة على شفتيه المتشققة، تلك الذي نسبت معنى السعادة منذ أمد بعيد؛ فأوقدت للحزن محرقة، وألقيت فيها كل ذكرياتي القديمة، الأحزان اليتيمة والمشاعر الأليمة، وقررت أن أبدأ صفحة جديدة من أحداث الحاضر؛ لتكون ذكريات مستقبلي.
فجأة امتزجت أحلامي بطيف مجهول زعزع الأماني، وكبل معصمها بأساور اليأس، هناك تشتت عقلي فأدركت بأنه لا محالة سيعود من جديد كما كان يفعل في كل مرة. في كل مرة عاد يجر خلفه ألواناً قاتمة من الذكريات الموحشة والأحزان العابرة في قالب جديد لتقدمه هدية إلى فكري الناحل وذاكرتي التي أتقل كاهلها الزمن، ذاك الطيف الذي أبى أن ينصاع سوى لها، مواقف ذابلة من ذكرياتي القديمة.
