سلسلة حلقات أيها القائد .. الفرق بين القائد والمدير
مدى معرفتك بمستويات الوعي الحضاري؟
(نظرية جريفز)
خالد بن مرهون بن أمين النبهاني
في الحلقة الأولى، لا بدّ من معرفة الفرق بين القائد والمدير، حيث إن هذه السلسلة موجّهة بشكل خاصّ للقادة وليس للمديرين، فالتغيير يأتي دائماً من الذين لديهم الصفات القيادية؛ وعليه كان لزاماً أن نعرف الفرق بين القائد والمدير.
فهناك غموض في معرفة الفرق بين القادة والمديرين، فالقادة ليسوا دائماً مديرين، والمديرون ليسوا دائماً قادة، المديرون مسؤولون عن إنجاز موظفيهم لتحقيق الهدف من خلال تحقيق أهداف قصيرة المدى قابلة للقياس، ولكن الصراع داخل المنظمات أمر لا بدّ منه، حيث إن آثاره وعواقبه لها تأثير على جودة سلوك القيادة التنظيمية.
من جهة أخرى، أكّد أحد العلماء بأنه يتركّز الاهتمام بالقوى الخارجية والمجموعات الداخلية داخل المنظمات على القادة، كما ويلعب أسلوب القيادة داخل المنظمة دوراً مهماً في تعزيز أو تأخير اهتمام والتزام الأفراد في المنظمة، كما تظهر أهميته في إدارة التغيير الذي يحدث في المؤسسة؛ وعليه، تواجه العديد من المنظمات والمؤسسات التي تفتقر إلى أسلوب القيادة صعوبات في التعامل مع القضايا الحديثة، ولا يمكنها الوصول إلى أهدافها.
فجُلّ نقاط اهتمام القائد تكمن في تحديد اتجاه من هُم تحته، من خلال تنمية الرؤى المستقبلية، ووضع الاستراتيجيات المطلوبة لإنجاز تلك الرؤى.
بينما تكون نقاط اهتمام المدير في وضع الخطوات التنفيذية والبرامج الزمنية اللازمة لتحقيق النتائج المطلوبة مع تخصيص الموارد الضرورية.
أما من ناحية تنمية الموارد البشرية، فالقائد يعرف دوره جيداً في توجيه البشر لتحقيق التحالف بين فرق العمل لفهم الرؤى والاستراتيجيات، وقبول أهميتها من خلال الاتصال المادّي والمعنويّ بالأشخاص الموجودين في تلك الفرق، بينما يقتصر دور المدير بتنظيم وتهيئة القوى البشرية وذلك بوضع هيكل تنظيمي لتنفيذ المهام، ووضع السياسات والإجراءات لتوجيه الأفراد وبناء نظام لمتابعة التنفيذ.
يعتمد القائد على مبدأ التحفيز والإلهام من أجل تزويد الناس بالقوة التي تمكنهم من التغلب على المعوقات السياسية والبيروقراطية والموارد المالية والمادية المتعلقة بالتغيير، ولا يكون ذلك إلا بإشباع حاجاتهم الإنسانية الأساسية، بينما يعتمد المدير على متابعة تنفيذ النتائج بشكل تفصيلي، وتحديد الانحرافات من أجل تصحيح الأخطاء.
يكون همّ القائد أن يحقق تغييرات مفيدة مثل خدمات وسلع جديدة تخدم المستهلك، علاقات طيبة مع المتعاملين لجعل المؤسسة قادرة بشكل أكبر على المنافسة، بينما يكون همّ المدير تحقيق قدرٍ من النظام لتحقيق النتائج التي يتوقعها المساهمون والمتعاملون.