القيادة الحكيمة رؤية حاضرة مستقبلية
يوسف بن عبيد الكيومي.
مدرب القيادة الإدارية والقيادة التربوية..
ظهر مصطلح البصيرة ” الحكيم” لأول مرة في عام ٢٠٠٢م، على يد دانيال جولمان، والذي يحسب له بأنه أول من وثقها كأسلوب قيادة رسمي.
ويرى العالم المذكور سلفاً أن هذا الأسلوب يتضمن أهدافا طويلة المدى لا بد من أن تتخذها كل منظمة تريد التميز والتقدم نحو مستقبل باهر؛ الأمر الذي يفسح المجال أمام التابعين مجموعة كبيرة من الفرص لتقوية مداركهم و معارفهم وقدراتهم ومهاراتهم، من خلال عدت مهام إدارية وفنية يضعها القائد لهم تمكنهم من تطوير أنفسهم.
يسهم هذا النمط، في توافر رؤى ومهمات للقائد لا بد من أن يتبعها ويعمل بها جميع التابعين، وهي تصور للاتجاه الذي لا بد من اعتماده واتخاذه في الحاضر والمستقبل؛ لهذا يمكن تعريف القيادة الحكيمة بأنها قدرة القائد على قيادة تفكير المنتمين للفريق، من خلال طرح أفكار تطويرية متجددة ومحفزة وملهمة يراها أعضاء الفريق داعما مؤثرا لهم في الحاضر والمستقبل.
وعليه؛ فلا بد من الإشارة إلى أن على القائد الحكيم أن يمنح فريق عمله الكثير من حرية الإبداع والذكاء انطلاقًا لتحقيق أهداف المنظمة؛ حتى الوصول لرؤيته التي يعمل الجميع على تحقيقها. الأمر الذي يتطلب التزام جميع التابعين للسير خلف قائد يتمتع بقيادة حكيمة مرتفعة، مع تقوية أسلوب المكافآت والتحفيز للتابعين المتميزين، حتى تكون حاسمة في تشجيعهم للمشاركة في بناء الرؤية للمنظمة.
وتعتبر الرؤية الإستراتيجية أبرز المهارات وأهمها من حيث احتياجات القائد الحكيم؛ حيث لا بد من تمتعه بالتفكير الإستراتيجي الذي يمكنه من وضع رؤية مستقبلية لفريقه؛ حيث سيساعده ذلك على الوقوف على الفرص والتحديات الحالية التي تتوفر وفق إمكانيات المنظمة وفريق العمل؛ ليعمل جاهداً على إيجاد أفضل الأساليب للتعامل مع كل موقف بكفاءة وفاعلية كبيرة وقت حدوثه.
كذلك قدرته على توصيل رؤية ورسالة المنظمة بوضوح كبير بحيث يعبر عنها لفظياً و كتابياً كقائد حكيم حالم كونها رؤية جذابة وملهمة ومحفزة.
وهنا لا بد من أن يكون القائد مركزا تركيزا عميقا على الهدف الأسمى وهو الوصول للقمة، رابطاً ذلك بتجديده للأفكار المرتبطة بتحقيق الهدف، أي أنه القائد الحكيم الحالم المبتكر المتجدد بأفكاره من خلال تشجيعه على مشاركة التابعين كحافز لهم، مع إظهار روح التعاون مع فريق العمل حتى الوصول للنتائج والإنجازات مبيناً التعاطف والرحمة مع أعضاء الفريق قبل وأثناء وبعد فترة مراحل العمل، حيث إن الذكاء العاطفي يعد مرحلة مهمة لا بد من أن يتمتع بها القائد لأنه سيحدد الكثير من ملامح النجاح أو الفشل في قيادة منظمته.