مخيم وثق للأفلام الوثائقية

فاطمة سعيد : “وثّق” ليس مجرد مخيم تدريبي، بل منصة لصناعةجيل جديد من صنّاع الأفلام الوثائقية في سلطنة عُمان
مسقط – عبدالله الناصري
اطلقت الجمعية العمانية للسينما مخيم وثق للأفلام الوثائقية ضمن حزمة في مختلف المحافظات بدأت في محطتها الأولى محافظة مسقط ، وبعدها محافظة جنوب الشرقية في يوليو القادم الذي يهدف إلى خلق صناعة سينمائية مستدامة في عمان وتوفير بيئة تدريبية عالية المستوى تساعد المواهب الصاعدة على انتاج أفلام توثق القضايا الاجتماعية، ورالتراث، والثقافة العمانية بأسلوب احترافي يتماشى مع المعايير العالمية.
حيث يضم المخيم ٦ ورش تتضمن ورشة صناعة الأفكار، وورشة كتابة السيناريو، وورشة فن الإخراج، وورشة سحر المونتاج، وورشة التلوين السينمائي، وورشة توزيع الأفلام و التسويق الفعال.
وحول ذلك قالت فاطمة بنت سعيد الهنائية صانعة أفلام ومديرة مخيم “وثّق”للأفلام الوثائقية: “وثّق” ليس مجرد مخيم تدريبي بل منصة لصناعة جيل جديد من صنّاع الأفلام الوثائقية في سلطنة عُمان جيل يمتلك الشجاعة لطرح الأسئلة ، والقدرة على توثيق الواقع كما يراه.
وأضافت فاطمة: في “وثّق” نؤمن أن القصة تبدأ من التفاصيل الصغيرة من الأصوات التي لا تُسمع عادة من الزوايا التي لا نلتفت إليها، ومن اللحظات التي قد تبدو عادية لكنها تحمل الكثير في نظر صانع الفيلم ، والمشاركون في المخيم يخوضون رحلة إنتاج متكاملة، يعملون خلالها ضمن فرق إنتاج،ويحصلون على دعم مباشر من نخبة من الخبراء والمختصين في مجال صناعة الأفلام .
واختتمت الهنائية قائلة: في “وثّق”، لا نسعى إلى إنتاج محتوى تقليدي بلنؤمن أن كل فيلم وثائقي يُنتَج ضمن هذا المخيم يُمثّل إضافة حقيقية للهويةالبصرية العُمانية، ورسالة صادقة تنطلق من واقعنا، وتصل إلى العالم بلغتناالخاصة.
وحول المشاركة في المخيم قال أنس الزدجالي : أعتبر مشاركتي في مخيم”وثّق” للأفلام الوثائقية تجربة محورية في رحلتي نحو فهم وصناعة هذا النوع الهام من الأفلام فلقد زودني المخيم بالمعرفة والمهارات والثقة والتواصلات والمفاهيم الحديثة ومعلومات مثرية للأفلام الوثائقية التي أحتاجها للانطلاق في هذا المجال.
وأضاف الزدجالي : لقد ألهمتني قصص الأفلام الوثائقية التي شاهدناها، والشغف الذي أبداه المدربون والمشاركون، ولقد ساهم المخيم بشكل كبير في تطور مهاراتي العملية في صناعة الأفلام الوثائقية ، و تعلمت كيفية تطوير فكرة وثائقية قابلة للتنفيذ، وكيفية إجراء البحوث والمقابلات بفعالية لإعداد سيناريو منظم الأحداث، وكيفية التعامل مع التحديات وطرق تجاوزها حتى الإنتاجية.
وقالت روان الفهدية أحد المشاركين أيضا : عندما التحقت ببرنامج “وَثّق” لم أكن أتخيل حجم التحول الذي سأخوضه على المستوى المهني والشخصي ، حيث لم يكن مجرد تدريب تقني على صناعة الأفلام الوثائقية، بل تجربة متكاملة من الإلهام، والتحدي، والنمو ، ومنذ اليوم الأول كان واضحًا أن “وَثّق” برنامج مختلف ، وحمل شعار “وثّق القصة، واصنع أثراً”، وشكّل هذا الشعار بوصلة لنا جمعيا كمشاركين تعلمنا أن الفيلم الوثائقي ليس فقط لعرض الحقائق بل أداة القصص التي تستحق أن تُسمع.
وأضافت الفهدية : شاركنا في ورش عمل مكثفة قدمها نخبة من الخبراء في مجالات الإخراج، وكتابة السيناريو، وتقنيات التصوير والمونتاج ، و لم تكن هذه الورش مجرد محاضرات بل كانت تجارب تفاعلية تعلمنا فيها من خلال الممارسة ، والتجريب، وحتى الخطأ ، و تعرفت على أدوات ومعدات تصوير لم استخدمها من قبل، واكتسبت فهماً أعمق لعملية السرد البصري، وكيفية بناء قصة حقيقية ومؤثرة من لقطات الواقع.
وقالت دعاء الخصيبية : في حياتنا المهنية هناك محطات تفتح لنا أبواباً جديدة من الإلهام، وتجربة مخيم صناعة الأفلام الوثائقية الذي نظمته الجمعية العمانية للسينما كانت إحدى هذه المحطات الفارقة بالنسبة لي كوني أشارك للمرة الأولى في ورشة مخصصة للأفلام الوثائقية، وما وجدته فاق كل توقّعاتي.
وأضافت دعاء: منذ اليوم الأول شعرت بأنني وسط بيئة ثرية بالمعرفة والإبداع وتعرفت على جوانب متعددة من صناعة الفيلم الوثائقي، بدءاً من الفكرة، مرورا بكتابة السيناريو، وصولاً إلى تقنيات التصوير والمونتاج ، و كل لحظة في الورشة كانت مليئة بالتجارب والدروس ليس فقط على المستوى الفني بل أيضاً الإنساني حيث تعمّقنا في رواية القصص الحقيقية التي تمسّ القلوب وتعكسواقع الناس.
وقالت أيضا :ما أضاف جمالاً لتجربتي هو روح الفريق والدعم الذي وجدته من الطاقم والمشاركين ، و كانت مساحة حرة للتعبير، للتجربة، وللخطأ والتعلم شعرت بأن صوتي مسموع، وأفكاري لها قيمة، وهذا أعطاني دفعة قوية للاستمرار في هذا المجال واستكشافه أكثر.