2024
Adsense
الخواطر

مدرسة رمضان

مزنة بنت سعيد المعمرية

أتى رمضان وله في صدورنا شوق عارم، وها هو ذا شهر الخير قد رحل على عجل، وغصّة فراقه مريرة،

مدرسة رمضان.

مما لا شكّ فيه أن رمضان مدرسة متكاملة الأركان،
لا يفهم هذا المغزى إلا من فهم حق اليقين، وأدرك ماهية الصيام، ومعنى الصيام بعيدا عن مفهوم الصيام بمعناه السائد.

من فهموا أن الصيام الحق هو صيام الجوارح، فيها يرتقي الفرد من مرتبة التدنس إلى مرتبة التطهير الروحي،

نوع من الصيام للأسف لم يدركه الكثيرون.

لتتّضح الصورة أكثر، استوقفني مقالٌ عظيم كتبه عبد العزيز كحيل بعنوان:
“رمضان مدرسة ولصوص”،
الكاتب تحدث عن فئة من الناس، الذي أطلق عليهم الربانيون الأتقياء الأبرار ممن جعلوا من رمضان محطة تغيير جذري لأرواحهم، فشمّروا بالتغيير، لم يجعلوا شهر رمضان يمرّ عليهم مروراً عبثياً دون أن يفوزا فيه فوزاً عظيماً.

هؤلاء هم الفائزون حقاً في هذا الشهر الفضيل، فكأنما وُلِدوا من جديد، خرجوا من قوقعة شيطان أنفسهم إلى الفضيلة العظمى، رغم تربّص لصوص رمضان بهم، تلك الفئة من أصحاب القنوات الفضائية، من وجدوا من شهر رمضان مغنماً وورقة رابحة لهم لحصد الأرباح من خلال بثّ برامج فارغة المحتوى، تدنّس فضيلة الصيام، ترفيهٌ عبثيّ لا يمدّ من روحانية الصائم، مَن خلقوا للصائم فكرة مخطئة عن محطات وبرامج ضعيفة لاتشحن المخزون الإيماني لدى الصائم.

في الختام، انطوت صحفات شهر الخير، لكن تأثيره يجب أن لا يزول من نفوسنا، يجب أن نمارس شعائر فضائله في ممارساتنا اليومية، فما أجمل أن تصوم جوارحنا عن دنائس الأمور.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights