تحت قطرات المطر
ميمونة بنت علي الكلبانية
روحانيات رمضان وزخات المطر التي تبهج القلب.
كم أهوى الهدوء والسكون.
كم أهوى المكوث واللعب تحت المطر.
تتخلله زقزقة العصافير المبللة التي تطير في السماء
تترنم بسمفونية رائعة. لا بدّ أن أرقص على صوتها، وبدأت كأنها تراقصني تحت المطر.
فأسمع صوتاً كأنّ صوت المطر يتكلم ويقول لي: لمَ كل هذا الحزن..؟
فأقول للمطر: لا تسألني من سبب حزني.. فقط اجعلني أنسى وأتوه تحت زخاتك لأنسى من أكون.
امحُ ذكرياتي أيها المطر، اغسلني واجعلني أتخيل أني لست في هذا العالم القاسي.
عالم قسى عليّ بكل من فيه، حتى من أحببتهم لم يودعوني.
وكأن الأمر بهذه البساطة.
أيها المطر خذني إلى مكان لا أسمع فيه إلا قطراتك تسقط على الأرض فتهز وجداني.
على أن أصحو لأجد أيامي الباقية أجمل.
لم يقل المطر شيئًا. فقط كثرت زخاته بشكل كبير، كأنه ظل يبكي معي، لعله أحس بألمي وحزني.
لم أكن أعلم بأن المطر له مشاعر، ليست عند بعض البشر.
تحــت المــــطر.
عدت إلى غرفتي فسمعت قطرات المطر تدق على نافذة غرفتي؛ فمددت يدي لأمسك قطرة، ولكني فقدتها من بين أصابعي، وذهبت لتسقي الشجر وتنضج الثمر، وفجأة أرى البرق وأسمع الرعد، وأذكر ربي خوفاً وطلباً لرحمته، ودعوات لكل من ظل بحياتنا، وأن يتقبل منا صيامنا وصالح الأعمال في تلك اللحظة.
زخات المطر لا زالت مستمرة بالنزول إلى الآن، حمداً إلهي على واسع النعم، لكن لا أعرف هل ستشرق الشمس أم لا؟!
هل سنفطر على زخات المطر وأذان المغرب والأجواء الرمضانية التي تسعد قلوبنا؟!