رحل من غرس فينا شجاعة التعبير
لطالما تسامرنا ليلًا ننظر إلى السماء مرصعة بالنجوم، فتحدثنا عن حركتها وعن الكواكب ومدى إمكانية رؤيتها.
ثم ما نلبث في نهارِ يومٍ مشمس مغطى جزئيا بالسحب، فتشير إلى سحابة معينة، وتخبرنا عن نوعها، ومن أين هي قادمة، وما إذا كانت تحمل بشرى المطر.
سبقت أقرانك في اقتناء الحاسب الآلي وأجهزة التكنولوجيا، كنت تحب الجلوس الساعات الطوال في اكتشاف خباياها والاستفادة منها؛ لتزداد علمًا ومعرفة.. حدثتنا عن اكتشافاتك في نظام التشغيل (Windows)، وعن أجهزة التخزين بمختلف أنواعها، وعن تحليلك للاختلاف بين شركات إنتاج أجهزة التكنولوجيا..
لطالما حدثتنا عن اللهجة العمانية، وارتباطها باللغة العربية الفصحى، وأسرار لغة الضاد.
نجلسُ معك، فتخبرنا عن عُمان الماضية قبل عصر النهضة وبعدها.
علّمت من حولك قيمة العمل والسعي في الكسب الحلال، كنت صغيرا فجربت المهن، واحترفت الحرف على أنواعها قبل أن تصبح معلمًا لمادة التربية الإسلامية.
لقد تركت خلفك بنين وبنات
وأحفادا وحفدة، وخلوة في القلب لا يشغلها إلا شخصيتك المميزة.
فجزاك الله عنا خير الجزاء.. كنت المعلم الملهم الذي فتح لعقولنا آفاقًا من الفكر والعلم وغرس فينا شجاعة التعبير.
حفيدتك
آمنة بنت محمد المنذرية